عدن من مستعمرة إلى ولاية إلى عاصمة دولة

علوي بن سميط – حضرموت نيوز
المعلوم أن عدن التي احتُلّت في عام ١٨٣٩م من ذلك اليوم أبرز المستعمرات البريطانية، بعد أن أُلحِقت مباشرة بالتاج البريطاني ووزارة المستعمرات، بعد أن كانت تتبع حكومة الهند البريطانية حتى الثلاثينيات!
فعدن من حينها أضحت درّة التاج البريطاني وأهم مستعمراته، وتأتي قبل سنغافورة البريطانية من حيث اهتمام لندن، وعُرفت لدى العامة والساسة العرب والإنجليز بـ(هاف لندن).
ففيها ثالث ميناء عالمي، وأكبر قاعدة عالمية في الشرق الأوسط، وأكبر مصافٍ نفطية حينها، وأول كهرباء في الخليج والجزيرة، وأول قطار، وأول شركات استيراد وتصدير أوروبية وعدنية، وبها ثالث تلفزيون عربي.
وكانت تتصدّر معظم الأولويات على الجزيرة والخليج تنمويًا وثقافيًا وتعليميًا، وبها مختلف الأجناس والطوائف والمعتقدات، فهي آنذاك مدينة عالمية.
وأُلحقت بها محميتان (من الجانب السياسي والجغرافي من سلطنات وإمارات ومشيخات لوجود الحاكم أو المندوب البريطاني فيها): المحمية الغربية والمحمية الشرقية.

وتولى الحكم في عدن منذ ١٨٣٩ حتى ١٩٦٧ (٣٥) حاكمًا بريطانيًا، اختلفت ألقابهم من “ممثل سياسي” و”مقيم سياسي” حتى عام ١٩٣٣م، إلى “حاكم ووالي” حتى ١٩٦٢م، فـ”مندوب سامٍ” حتى ١٩٦٧م.
وكان المندوب السامي وجميعهم إنجليز، بعد أن أُعطيت لعدن حق الحكم أو الإدارة الذاتية، وبعد أن أصبحت ضمن ولايات الاتحاد العربي.
ومنذ عام ١٩٥٩م أصبحت المحميات الغربية كيانات مستقلة بذاتها وتحت الحماية البريطانية، عُرفت باتحاد الإمارات الجنوبية العربية، ثم اتحاد الجنوب العربي.
وأُنشئت له عاصمة مدينة جديدة سُمّيت “الاتحاد” على طريق البرقية، لا تبعد عن عدن والمعلا بأكثر من ١٤ كيلومترًا.
ارتأت بريطانيا واقترحت على شعب وحكومة عدن المستعمرة الدخول والانضمام إلى اتحاد الجنوب العربي، فلاقى ذلك معارضة من عدن ولندن، ولكن جرت مباحثات ومفاوضات بشأن ذلك، وتوصّل المجلس التشريعي العدني (المستعمرة) بالتصويت إلى الانضمام، وأيضًا وافقت الحكومة البريطانية ووزارة المستعمرات ومجلس العموم البريطاني (البرلمان) بالأغلبية على انضمام عدن إلى اتحاد الجنوب العربي، مقابل شروط عدن للانضمام والتي أيضًا وافق عليها المجلس الوطني للاتحاد (برلمان اتحاد الجنوب العربي).
ومنذ ذلك الحين، في عام ١٩٦٣م، أضحت عدن ولاية قوية ومهمة في الاتحاد.
وسبقها قبل عام انضمام السلطنة الوحيدة من المحمية الشرقية – الواحدي – إلى الاتحاد.

وهكذا فإن عدن الولاية ظلّت تمتلك أو ترفع علمها الخاص إلى جانب علم اتحاد الجنوب بعد أن ألغت علم المستعمرة، وظلّت على ذلك الحال حتى نوفمبر ١٩٦٧م.
بعد عام ١٩٦٧م أعلنت الجبهة القومية (تحديدًا في ٢ ديسمبر ١٩٦٧م، وبموافقة المفاوضين الجنوبيين والإنجليز في ٢٩ نوفمبر) أن تكون عدن العاصمة للجمهورية الجديدة – جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية – التي أصبحت بعدئذ جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، التي ضمّت اتحاد الجنوب العربي كاملًا والمهرة وحضرموت.
إنها عدن باختصار: حكاية مستعمرة، ولاية، عاصمة لدولة، وظلّ العلم لكل “ج. ي. ج. ش” مرتفعًا من عدن حتى عام ١٩٩٠م.
ــ علم عدن إبان وجودها كمستعمرة بريطانية ظل حتى عام ١٩٦٣م.
ــ علم عدن الولاية من عام ١٩٦٣ حتى ١٩٦٧م.
ــ علم جمهورية اليمن الديمقراطية وعاصمتها عدن، الذي ألغى علم اتحاد الجنوب العربي والأعلام المحلية للسلطنات والولايات والمشيخات، وقد شوهد بعد رفعه من قبل سيف الضالعي وأحمد علي مسعد على مقر الأمم المتحدة بمقرها الأوروبي في جنيف، وظلّ العلم من عام ١٩٦٧ حتى عام ١٩٩٠م.



