أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

تقرير تحليلي حول بيان حلف قبائل حضرموت ومخاطر جرّها إلى دائرة الصراع

خاص – حضرموت نيوز

شهدت منطقة العليب في هضبة حضرموت اجتماعًا قبليًا دعا إليه حلف قبائل حضرموت، وانتهى بصدور بيان حمل لهجة تصعيدية حيال التطورات الميدانية في المحافظة. ورغم محاولة الحلف إظهار اللقاء كإجماع قبلي واسع، إلا أن الحضور كان باهتًا مقارنة بحجم الدعوات التي وجهها الشيخ عمرو بن حبريش سابقا، وهو ما يجسد حالة تباين واضح في المزاج القبلي والمجتمعي تجاه الخطاب التصعيدي.

أولًا: ضعف الحضور القبلي ودلالاته

على الرغم من إعلان المنظّمين أن الاجتماع ضم “مناصب ومقادمة ومشايخ من مختلف القبائل”، فإن حجم التمثيل النسبي أظهر محدودية الاستجابة، ما يشير إلى:

  • رفض شريحة واسعة من أبناء حضرموت الدخول في أي صراع مسلح أو مواجهة مفتوحة.
  • عدم قناعة الكثير من القيادات القبلية بخطاب التأزيم أو دعوات التعبئة.
  • انقسام في الرؤية حول أفضل الطرق لحماية استقرار المحافظة وثرواتها.

هذا التفاوت في الحضور يعكس أن الصوت الداعي إلى التهدئة والحلول السلمية ما يزال الأكثر حضورًا داخل المجتمع الحضرمي.

ثانيًا: مخاطر جرّ حضرموت إلى دائرة الصراع

البيان الصادر عن الحلف حمل عبارات تُقرأ سياسيًا كدعوة للتعبئة والاصطفاف، وهو أمر يحمل عدة مخاطر على حضرموت، من أبرزها:

  1. تحويل المحافظة الآمنة نسبيًا إلى ساحة صراعات مفتوحة, وهو ما يضرّ بالمدنيين أولًا وبالنسيج الاجتماعي ثانيًا.
  2. إعادة إنتاج سيناريوهات شهدتها محافظات أخرى أدت إلى انهيار الخدمات وتوقّف التنمية وتراجع الأمن.
  3. تعريض الثروات الاقتصادية، خصوصًا النفطية، لخطر الاستهداف أو تعطّل الإنتاج نتيجة أي توتر عسكري محتمل.
  4. تقويض الجهود المحلية والإقليمية التي تعمل على إبقاء حضرموت بعيدة عن الصراع وتقديمها كنموذج للاستقرار والتعايش.

ثالثًا: الحاجة إلى خطاب مسؤول بدلًا من التصعيد

في الوقت الذي تمر فيه البلاد بظروف معقدة، يصبح الخطاب المسؤول ضرورة وطنية. ومن هنا تبرز أهمية:

  • الالتفاف حول مؤسسات الدولة المحلية بدلاً من منطق الاصطفافات القبلية.
  • تغليب لغة الحوار والتهدئة وتحصين المحافظة من أي تدخلات تؤدي لزعزعة الأمن.
  • رفض أي دعوات لاستغلال القبائل أو الزج بأبنائها في صراعات ليست من أولوياتهم.

إنّ حضرموت لطالما كانت واحة استقرار، ومن مصلحة الجميع الحفاظ على هدوئها بدلًا من تحويلها إلى ساحة تجاذبات سياسية أو عسكرية.

الخلاصة 

إن البيان الصادر عن حلف قبائل حضرموت يعكس وجهة نظر فئة محددة، لكنه لا يمثل الموقف الجامع لأبناء المحافظة، خصوصًا في ظل الحضور المتواضع في اللقاء. كما أن خطابه التصعيدي قد يفتح الباب أمام سيناريوهات خطرة على وحدة حضرموت واستقرارها، ويهدد بتحويلها إلى ساحة جديدة للصراع بدلًا من كونها نموذجًا للأمن والتعايش.

الحالة الراهنة تتطلب الحكمة، التهدئة، والتكاتف حول خيارات تحفظ حضرموت بعيدًا عن أي صراع، لا مزيدًا من الخطابات التي قد تُستغل في التصعيد.

 

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic