أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

تحرّكات بن حبريش العسكرية… مسار خطير يقود حضرموت نحو انقسام وخلخلة منظومة الأمن

خاص ـ حضرموت نيوز

تشهد محافظة حضرموت تطورات مقلقة بعد إطلاق الشيخ عمرو بن حبريش خطوات أحادية لتأسيس تشكيلات مسلحة موازية، عبر الإعلان عن إنشاء أربعة ألوية جديدة وتعيين قيادات لها دون أي سند قانوني أو تفويض شعبي أو صفة عسكرية تخوّله اتخاذ مثل هذه القرارات.

خطوات وُصفت بأنها محاولة خطيرة لجرّ حضرموت إلى انقسام عسكري واسع، ونقل الخلاف من ساحته المجتمعية والقبلية إلى مربع تجزئة السلاح والقرار الأمني.

 قرارات بلا شرعية… ومخاوف من عسكرة الخلاف

أبرز ما أثار الجدل هو إعلان بن حبريش افتتاح “معسكرات تدريبية” لتجنيد الألوية، في وقت لا يمتلك فيه أي صفة رسمية أو عسكرية، ولا يستند إلى قرار حكومي أو إطار تشريعي يتيح إنشاء وحدات مسلحة.
ويرى مراقبون أن تسجيلات الظهور بالزي العسكري وإصدار ما يشبه “الأوامر القتالية” تمثل تحولًا خطيرًا، وظاهرًا يهدف إلى إظهار قيادة موازية خارج مؤسسات الدولة والقوات النظامية في المحافظة.

 تهديد مباشر للنخبة الحضرمية والأمن الساحلي

التحركات الأخيرة تهدد ـ بحسب خبراء أمنيين ـ بإضعاف نخبة حضرموت التي تُعتَبر العمود الفقري لمنظومة الأمن في الساحل والصحراء.
كما أن تفتيت القوة العسكرية وخلق تشكيلات متوازية قد يؤدي إلى:

  • زعزعة منظومة الأمن الساحلي والحدودي.
  • فتح شهية قوى داخلية وخارجية للتدخل والهيمنة على السواحل وخطوط الإمداد.
  • تكريس صراع طويل يُفقد حضرموت قدرتها على حماية حدودها وثرواتها.

 تفجير النسيج الاجتماعي ورفع منسوب الاحتقان

يحذر مهتمون بالشأن القبلي في حضرموت من أن هذه الخطوات قد تُدخل المحافظة في حالة استقطاب أهلي غير مسبوق، عبر:

  • تفتيت المجتمع الحضرمي بين ألوية ومكونات.
  • رفع مستوى التوتر بين القبائل والمناطق.
  • نقل الخلافات إلى مستوى صدام أهلي، خاصة مع تزامن الضائقة المعيشية وانهيار الخدمات.

 مخاطر أمنية… فراغات تستغلها جماعات متطرفة

يشير خبراء إلى أن تعدد السلطات الميدانية وظهور فصائل مسلحة بلا إطار رسمي سيخلق فراغات أمنية واسعة، قد تستغلها:

  • شبكات تهريب السلاح والمحروقات.
  • جماعات التطرف والإرهاب.
  • خلايا تعمل لصالح الحوثيين أو مستفيدة من تشتت القرار الأمني في حضرموت.

مؤشرات مصاحبة… تصعيد إعلامي وتشويه للمكونات الجنوبية

التحركات العسكرية ترافقها حملة إعلامية حادة تهدف ـ بحسب مصادر سياسية ـ إلى:

  • إرباك المشهد في حضرموت عبر بث دعاية مكثفة ومعلومات مضللة.
  • تشويه المكونات الجنوبية وإظهارها كطرف معرقل، رغم أنها تدعو إلى ضبط الأمن ضمن مؤسسات الدولة.
  • خلق رأي عام محتقن يسهل توظيفه في الصدام.

 ابتزاز سياسي ـ مالي… وأوراق ضغط في لحظة معيشية حساسة

يتهم سياسيون مستقلون بن حبريش باستخدام “ورقة الألوية” كأداة ابتزاز سياسي ومالي للحصول على مواقع نفوذ ونقاط جباية، في لحظة تترافق مع:

  • أزمة رواتب.
  • انهيار خدمات الكهرباء.
  • ضغوط معيشية خانقة تُستغل لدفع الشارع نحو الغضب.

ويشير محللون إلى أن المستفيد الأكبر من هذا المشهد هو الحوثي وشبكات مرتبطة بالإخوان والجماعات المتطرفة، التي تسعى منذ أشهر لإشعال حضرموت بهدف تخفيف الضغط عنها في جبهات أخرى وتوسيع نطاق الفوضى في الجنوب.

■ الخلاصة

تأسيس ألوية خارج إطار الدولة، وخلق قيادة عسكرية موازية، يمثل انحرافاً خطيراً يُهدد استقرار حضرموت، ويمهّد لانقسام عسكري يقود إلى صدام أهلي واسع ويحوّل المحافظة إلى ساحة مفتوحة للهيمنة والاختراق.

التحذيرات تتصاعد… وحضرموت اليوم أمام مفترق طرق:
إما بقاء القرار الأمني موحداً تحت مؤسسات الدولة،
أو الانزلاق إلى صراعات لا تخدم إلا خصومها.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic