لطفي بن الشيخ أبوبكر.. أيقونة التايكوندو

بقلم: حسين علي بن جوهر
في مطلع التسعينيات بزغ نجم رياضي فريد في سماء مدينة المكلا، هو الكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر، الذي يُعد من أوائل من مارسوا ونشروا لعبة التايكوندو في حضرموت. وبفضل جهوده وإصراره أصبحت هذه الرياضة جزءاً أساسياً من النشاط المدرسي والرياضي في المدينة، حيث عمل على إدخالها إلى المدارس والأندية الرياضية منذ بداياتها الأولى، واضعاً بذلك اللبنات الأولى لمسيرة مشرقة لهذه اللعبة في حضرموت.
لم يكن الكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر مجرد لاعب عادي، بل كان نجمًا مميزًا سطع في سماء التايكوندو، وحقق العديد من البطولات على مستوى حضرموت واليمن. ومع مرور الوقت، تحوّل من لاعب بارع إلى مدرب كبير ساهم في تأهيل وصناعة العديد من أبطال حضرموت الذين حملوا الراية من بعده وواصلوا مسيرة الإبداع والتميّز، مستلهمين من تجربته روح التحدي والعزيمة والإصرار.
يُعتبر الكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر من المؤسسين لأول فريق لنادي المكلا في لعبة التايكوندو، حيث كان نادي المكلا أول نادٍ يمارس هذه اللعبة، وتبعه بعد ذلك نادي التضامن، ثم انتشرت اللعبة في بقية الأندية الرياضية كالنار في الهشيم. لقد وضع الكابتن لطفي الأسس الصحيحة لبناء قاعدة متينة لرياضة التايكوندو في حضرموت، ولا تزال تلك الأسس راسخة وثابتة حتى اليوم.
وما يميّز الكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر ليس تفوقه الرياضي فقط، بل أيضًا أخلاقه العالية وأسلوبه الراقي في التعامل مع اللاعبين وطلاب المدارس، حيث كان مثالاً للمدرب المخلص المتفاني الذي يتنقل بين المدارس والساحات العامة لتدريب الطلاب رغم التعب والعناء، واضعًا هدفًا واحدًا أمامه هو ترسيخ هذه الرياضة في وجدان الجيل الجديد.
إن استمرارية لعبة التايكوندو في حضرموت إلى اليوم تُعد ثمرةً من ثمار جهود الكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر وزملائه من الرعيل الأول الذين غرسوا حب اللعبة في نفوس الشباب منذ بداياتها الأولى. ورغم غيابه عن المشهد الرياضي في الوقت الحاضر، إلا أن أثره ما زال باقياً وذكراه ما زالت تلامس قلوب كل من عرفوه أو تدربوا على يده.
لقد غاب الكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر، وترك جماهير اللعبة في حضرموت تردد رائعة الشاعر الغنائي يسلم باحكم:
في دقيقة والقمر ولّى وفاجأنا الظلام…
دعواتكم للكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر بالتوفيق بإذن الله.
* الصورة للكابتن لطفي بن الشيخ أبوبكر أثناء تدريبه أحد طلاب كلية التربية بساحة الكلية بمدينة المكلا.



