أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

تقرير أممي يفضح تحالف الحوثي والإصلاح وتمويل الإرهاب في الجنوب

خاص  – حضرموت نيوز

في تطور خطير يعزز ما كانت قد حذّرت منه القوات المسلحة الجنوبية منذ سنوات، كشف تقرير فريق الخبراء الدوليين التابع لمجلس الأمن بشأن اليمن لعام 2025، عن تحالفٍ أمني وعسكري وتمويلي واسع يجمع بين مليشيات الحوثي المدعومة من إيران وتنظيم القاعدة الإرهابي وعناصر من حزب الإصلاح، بهدف زعزعة الأمن والاستقرار في المحافظات الجنوبية وإعادة الفوضى إلى مناطق التحرير.

وجاء التقرير الأممي، المكون من 43 صفحة والموجّه إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مؤكداً وجود تنسيق مباشر بين الحوثيين وتنظيم القاعدة، يشمل تبادل المعلومات، وتسهيل حركة القيادات والعناصر، ونقل السلاح والتمويل عبر قنوات مشتركة في محافظات شبوة وأبين ومأرب.

إعلان خطير من مناطق الحوثي

وفي سياقٍ متصل، تزامن صدور التقرير مع إعلانٍ مشبوه من مناطق سيطرة مليشيات الحوثي في صنعاء عن تشكيل ما يسمى “مجلس مقاومة الجنوب” بقيادة المطلوب أمنيًا أمجد خالد، أحد أبرز الضباط المنشقين والمصنّف ضمن قوائم الإرهاب، وذلك في خطوةٍ وُصفت بأنها تجسيد عملي للتحالف الحوثي – الإصلاحي الإرهابي.

وبحسب مصادر أمنية جنوبية، فإن هذا المجلس المعلن من صنعاء يهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية تستهدف القوات الجنوبية والمنشآت الحيوية، بتمويل مباشر من شبكات مرتبطة بالحوثيين والإصلاح.

وقد أكدت المصادر أنه تم القبض على مساعد أمجد خالد في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة، الكدهو نزية العزيبي، أثناء محاولته تهريب مبلغ ثلاثة ملايين ريال سعودي كانت مخصّصة لدعم أنشطة إرهابية في الجنوب، عبر أدوات وشخصيات موالية للحوثيين في المحافظات الجنوبية، أبرزهم الشيخ المتحوّث علي سالم الحريزي في المهرة، وسالم الغرابي في حضرموت.

دعم إيراني مباشر وتمويل عبر شبكات التهريب

أوضح التقرير الأممي أن مليشيات الحوثي باتت المورد الرئيسي للأسلحة في اليمن عبر شبكات تهريب تمتد من السواحل اليمنية إلى القرن الإفريقي، وتحديدًا عبر حركة الشباب الصومالية، مشيرًا إلى أن الحوثيين يستفيدون من هذه الشبكات لتمويل عملياتهم وتحريك أذرعهم التخريبية في الجنوب.

كما كشف التقرير أن عناصر من حزب الإصلاح يسهمون في تسهيل مرور الأسلحة والأموال عبر المنافذ البرية والبحرية، مستغلين نفوذهم السابق في بعض الأجهزة الأمنية. وأضاف أن هناك تنسيقًا لوجستيًا وإعلاميًا بين الحوثيين والإصلاح لتبرير تلك الأنشطة ضمن شعارات “المقاومة ضد الاحتلال”، بينما الهدف الحقيقي هو ضرب الاستقرار وتقويض مؤسسات الدولة في الجنوب.

تأكيد للموقف الجنوبي وتحذيرات مبكرة

هذا التقرير الأممي، الذي يُعد الأول من نوعه في الإشارة صراحةً إلى تلاقي مصالح الحوثي والإصلاح والتنظيمات الإرهابية، يعزز مصداقية التحذيرات الجنوبية التي أطلقتها قيادة المجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية منذ أعوام، حين كشفت عن وجود تحالف خفي بين الانقلاب الحوثي والإرهاب المدعوم من الإخوان لإفشال جهود الأمن والتنمية في الجنوب.

وأكدت مصادر أمنية أن العمليات التي نفذتها القوات الجنوبية ضمن سهام الشرق وسهام الجنوب كانت قد كشفت مبكرًا شبكات الارتباط بين عناصر القاعدة ومخابرات الحوثيين، وهو ما أثبته التقرير الأممي بالأدلة الاستخباراتية والوثائق السرية.

تهديد للأمن الإقليمي والدولي

وحذر التقرير من أن استمرار هذا التحالف الثلاثي (الحوثي – الإصلاحي – القاعدي) يشكّل تهديدًا مباشرًا للأمن الإقليمي والدولي، مؤكدًا أن الحوثيين والإصلاح يعملون على تحويل الجنوب إلى ساحة صراع بالوكالة، بتمويل ودعم إيراني وتغطية سياسية من جماعة الإخوان.

وبذلك، تتحول التحذيرات الجنوبية إلى شهادة أممية موثقة، تؤكد أن المعركة لم تعد فقط ضد الحوثي أو الإرهاب بمعناه التقليدي، بل ضد تحالف مصالح أيديولوجي عابر للحدود، هدفه ضرب الجنوب وإفشال أي مشروع وطني مستقل، وتوسيع دائرة النفوذ الإيراني والإخواني في المنطقة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic