سقط الرهان وانتصر أبو عدنان
بقلم: عبدالله راجح اليهري
قليل الخير مرتاح.. حكمة يعرفها القاصي والداني في واقعنا. فمن المعروف أن “قليل الخير” لا يشغله سوى مراقبة الآخرين، ينتقد تصرفاتهم، ويحلل نواياهم، ويوزع صكوك الشرف والأمانة على هواه. بل يتدخل في خصوصيات الناس، لأنه لم يعش حياته الحقيقية، بل عاش على حساب الآخرين، واعتاد أسلوب الابتزاز حتى صار ذلك طبيعته وسوقه الذي يتسوق فيه.
لقد سقطت كل التكهنات والتسريبات، وجفّت الأقلام الرخيصة، وتكشفت النوايا والدوافع، خاصة بعد أن أُغلق ملف التغييرات الذي كان ينتظره الخصوم على أحرّ من الجمر، وكان بالنسبة لهم بمثابة حلم وأداة لتحقيق أهداف يطمحون إليها.
نحن نعلم أن الأقنعة تسقط عندما تنتهي المصالح، لكن الدنيا تدور، والوجوه تتقابل من جديد في ظروف مختلفة، وعندها لن يكون هناك وقت لارتداء أقنعة جديدة. لقد خاب رهان من كانوا ينتظرون تغيير ابن حضرموت، الأستاذ مبخوت بن ماضي، وأُغلق الملف إلى حين.
فلو كان “بو عدنان” فاسدًا أو سارقًا أو نهب ما نهبه من قبله السابقون، لكان قرار مجلس القيادة قد صدر دون تأخير وفي حينه، فقط لتهدأ الساحة الحضرمية. لكن تلك الأقلام، والبروفات، والمسرحيات المكررة، فشلت وفشل معها من كان يحيك خيوط المؤامرة ليدخل حضرموت في صراع داخلي هي في غنى عنه، والوقت ليس وقت صراعات ولا تصفية حسابات.
لقد سقط الرهان الخاسر، وانتصر صاحب اليد الشريفة، ابن حضرموت الصادق مع أهله. والواقع اليوم يتحدث بوضوح عن ذلك، فلم يستطع أحد أن يقدم دليلاً واحدًا يثبت فساد الرجل أو انحرافه. وبذلك أدرك الرأي العام أن المحافظ مبخوت بن ماضي ليس سارقًا ولا فاسدًا، وأن كل ما أثير حوله لا يعدو كونه افتراءات ومكايدات.
أُغلق ملف الترشيحات بوضوح، بعد أن لم يجدوا من بين الأسماء المطروحة على الطاولة من هو أفضل أو أنسب منه.
إن مشكلة كل لئيم، أنك تضحي من أجله وتبذل من وقتك وصحتك، ومع ذلك يراك لم تقدم له شيئًا، بينما الكريم إذا قدمت له خدمة بسيطة شعر أنك صنعت له المستحيل.
ونصيحتي لكل من يحاول الإساءة إلى سمعة محافظ حضرموت الأستاذ مبخوت بن ماضي:
إن الجهد الذي تبذله في تشويه سمعة غيرك، استخدمه في تنظيف نفسك من الحقد والحسد والغيرة والظلم. فليس من الأدب أن تجرح مشاعر الناس وتبرر ذلك بأنك “صريح”؛ فالصراحة لا تعني الوقاحة، ومحاربة الفساد لا تكون بالافتراء على الشرفاء.
كثيرون اليوم ينتقدون الناس ويطبلون لآخرين، وهم في الواقع أسوأ ممن ينتقدون، يحملون ذات الميول والرغبات في العودة إلى السلطة، ولكنهم ينتظرون الفرصة المناسبة. غير أن رهانهم خاب، وأحلامهم ذهبت سُدى، وانتصر الحق في النهاية.
وما على أبو عدنان اليوم إلا أن يرفع رأسه عاليًا، ويسير بخطوات واثقة نحو الأمام.
جاء الحق وزهق الباطل.



