مقالات الرأي

عندما يكون القائدٌ عظيماً

بقلم: محمد أحمد بالفخر

قبل أمس الثلاثاء، احتفل إخواننا في المملكة العربية السعودية باليوم الوطني الخامس والتسعين لقيام هذه الدولة العظيمة وأحتفل معهم ملايين العرب من المقيمين على أرضها، وبهذه المناسبة نرفع أصدق عبارات التهاني والتبريكات الى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان والى كافة افراد الشعب السعودي الشقيق متمنياً لهم مزيداً من التطور والرقي والرفعة والسؤدد في كافة المجالات وكل عام والمملكة تنعم بالخيرات،

وحريٌ بنا أن نتذكر في هذه المناسبة صانع هذا الإنجاز العظيم الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه الذي تميّز بصفات قيادية ودينية وشخصية قوية منها الشجاعة والايمان القوي بالله والحكمة والبراعة في القيادة العسكرية والدبلوماسية والعفو والصفح والكرم والتواضع،

فأسس هذا الكيان الكبير في مطلع القرن المنصرم في زمن الشتات والتمزق،

فهذه الجزيرة العربية المترامية الأطراف قد لحق بها ما لحق بغيرها من أقطار الأمة العربية كلها التي عاشت مراحل عصور الانحطاط والتخلف الثقافي والعلمي وضنك العيش والتمزق والتناحر القبلي، فقيض الله لهذه البلاد ذلك القائد صاحب العزيمة الفريدة والممتدة من مجدٍ قديم قد بدأه اسلافه الأوائل ممن وضعوا اللبنات الأولى لهذه الدولة قبل مئتي عامٍ أو يزيد، فاستعاد حكم الرياض ولم تتوقف عزيمته ولم يركن للهدوء لأن صاحب المشروع العظيم دائماً همته عالية،

فانطلقت جيوشه تحمل راية التوحيد نحو الشرق والغرب والشمال والجنوب فأخضعها جميعها سلماً أو حرباً،

ووضع مداميك الدولة وعمّ الأمن والسلام وأصبح حقيقة ملموسة فأعلن قيام المملكة العربية السعودية وذاع صيتها وذاع صيت هذا القائد العظيم الذي استطاع ان يوحد هذه البلاد الكبيرة المترامية الأطراف ويجعلها دولة واحدة،

بينما تعيش بلدان أخرى وشعوبها حالة الصراعات والتمزق إضافة إلى أن الاستعمار الأوربي كان جاثماً على الكثير من بلدان العرب والمسلمين،

وكم تمنت الكثير من الشعوب ومفكريها على وجه الخصوص تمنّوا لو أنهم أصبحوا من ضمن هذا الكيان الكبير الذي اسسه الملك عبد العزيز لما رأوه ينعم بالأمن والاستقرار المفقود عندهم،

فصارت هذه البلاد مضرب المثل لكل الشعوب التواقة للتطور والعيش بسلام،

ناهيك أنها أصبحت ملاذاً للملايين من شعوب الأرض يأتون اليها لطلب الرزق والعيش الكريم فيجدون بغيتهم بكل سهولة بعد أن هيأت القيادة الرشيدة كل النظم والقوانين التي تجعلهم ينعمون بالاستقرار والسلام فترة مكوثهم للعمل وطلب الرزق الحلال مثلهم مثل إخوانهم المواطنين السعوديين،

ولو ألقينا نظرة سريعة على حال أبناء اليمن على سبيل المثال بحكم الجوار بين البلدين وأواصر القربى والدين واللغة سنجد أنّ الملايين منهم قد ارتبطوا بهذه البلاد الكريمة ويعيش الكثير منهم حياة كريمة أفضل من تلك الحياة التي يعيشها بعض المواطنين في بلده،

صحيح أن ذلك نتاج جهدهم وعرقهم وكفاحهم بعد فضل الله سبحانه وتعالى وتوفيقه ثم بما قدمته هذه الدولة من تيسير لهم ولغيرهم لا يوجد مثيله في دولٍ أخرى،

ولن أبالغ إذا قلت لا توجد أسرة في اليمن إلاّ وأحد أفرادها يقيم في السعودية ويساهم في الصرف عليها،

وختاماً سأذكر بعض ابيات رائعة أبي الأحرار الشهيد محمد محمود الزبيري في الملك عبد العزيز رحمهم الله،

قلب الجزيرة في يمينك يخفقُ

وهوى العروبة في جبينك يشرقُ

ولعمر مجد المسلمين لأنت في

أنظارهم أمل منير شيقُ

وهبوك أفئدة الولاء ووهبتهم

مجداً تقدسه القلوب وتعشقُ

إن الجزيرة شرقها ودبورها

وشمالها حرم بوجهك مؤنق

وحدتها ونفخت في أرجائها

روحا تُحب بها البلاد وتعتقُ

 

ويكاد منها الصخر يمشى حاسراً

لك عن معاينه التي لا ترمقُ

قل لي بربك أي كفٍ عبّدت

لك منهجاً ما كان قبلك يطرقُ

وبأي عزم قمت وحدك ناهضاً

والنوم في جفن العروبة مطبقُ

جرّدت للطاغين سيفاً صارماً

فتمزقت آثارهم وتمزقوا

وقمعت عفريت الغلاء فهديته

والسيف أهدى للجهول واصدقُ

وبذاك أمنت الحجيج وأُفهموا

أن الفريضة قربة لا مأزقُ

وهدمت كل عقيدة ممقوتة

كانت تضل بها العقول وترهقُ

ورفعت رأسك في الممالك عالياً

والملك حرٌ والنظام موفقُ

حتى إذا شبّ النزاع وحاولوا

أن تستميل وبصبصوا وتملقوا

خيّبتهم وهمست في آذانهم

أن الجزيرة غابة لا تطرقُ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic