أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

تضييق الخناق على الإصلاح في تعز.. ومحاولات يائسة لإعادة تموضعه في وادي حضرموت

تقرير تحليلي – خاص ـ حضرموت نيوز 

تصاعدت في مدينة تعز حالة السخط الشعبي والسياسي ضد حزب الإصلاح، عقب تورط قيادات عسكرية وأمنية تابعة له، إلى جانب مجموعات شبابية من المفصعين محسوبة عليه، في سلسلة من جرائم الاغتيالات التي هزّت الشارع التعزي. وكانت آخرها اغتيال مديرة صندوق النظافة والتحسين في تعز، الشهيدة افتِهان المشهري، وهي الجريمة التي فجّرت موجة غضب واسعة، وعمّقت الاتهامات الموجهة للحزب بتبنّي أجندات إرهابية تهدد استقرار المناطق المحررة.

مفارقة الاحتفال في حضرموت

وفي الوقت الذي يواجه فيه الحزب تضييقًا متزايدًا في تعز، لجأت قياداته إلى إحياء ذكرى تأسيسه في سيئون بوادي حضرموت، في خطوة وُصفت بالمفارقة الغريبة التي تكشف انفصال الحزب عن الواقع، أشبه بـ”فقدان الذاكرة السياسية”. فبدلًا من المبادرة إلى مراجعة مساره ومحاولة تبرئة نفسه من الاتهامات الثقيلة بالارتباط بتنظيمات متطرفة كـ”القاعدة” و”داعش”، يسعى الحزب لإظهار ثقل سياسي زائف عبر احتفالات ذات طابع استفزازي لأبناء حضرموت.

بيئة هشة ومخططات غامضة

تزامن هذا التحرك مع حالة من التململ في وادي حضرموت، إذ وفّر تمرد “حلف قبائل بن حبريش” على مؤسسات الدولة بيئة رخوة قد تُستغل لتمرير مخططات مشبوهة. فبينما يلتزم الحلف بقيادته الصمت تجاه هذه التحركات الحزبية، يواصل نشر النقاط وقطع طرقات القواطر، إضافة إلى تهريب المشتقات النفطية من حقول بترو مسيلة إلى محافظة المهرة، وخنق الساحل اقتصاديا، ما يضع علامات استفهام حول حقيقة العلاقة بين الطرفين.

ارتباطات بالتنظيمات الإرهابية

التحركات الأخيرة لحزب الإصلاح في حضرموت لا يمكن فصلها عن سجل طويل من الاتهامات بوجود صلات وثيقة لقياداته وأذرعه المسلحة بتنظيمات إرهابية، استخدمت كأدوات لفرض نفوذ الحزب في المناطق المحررة. فالمشهد الراهن يثير المخاوف من سعي الحزب إلى تصدير تجربته المأساوية في تعز إلى وادي حضرموت، عبر توظيف البيئة القبلية والسياسية الهشة لتحقيق أهداف توسعية تحت غطاء سياسي.

تساؤلات مفتوحة

يبقى السؤال المطروح: لماذا يسعى حزب الإصلاح إلى تلميع صورته في وادي حضرموت تحديدًا؟ وهل يمهّد بذلك لنقل بؤر التوتر والعنف ومفصعيه من تعز إلى حضرموت؟ ما يستدعي موقف واضح من القوى المحلية، الحية، ورفع منسوب الحذر من حلف بن حبريش، الذي فتح معسكرات غير شرعية في الهضبة ومنح الضوء لتمدد التحركات التي تخلخل الجبهة الداخلية لحضرموت.

إن المشهد برمته يشي بأن حزب الإصلاح يعيش حالة من التناقض السياسي الحاد، بين واقع مأزوم في تعز وحلم متجدد بإعادة التموضع في حضرموت، على حساب استقرار حضرموت وخصوصا الساحل بوجود النخبة سيف المحافظة ودرعها الذي يفترض أن يتمدد في سائر أراضيها من ميفعة إلى حضاتهم و الوديعة وما بينهما.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic