أخبار حضرموت

تسويق إعلامي لفكرة “الثلث الذهبي” في فلسفة بن حبريش

خاص – حضرموت نيوز

عقد ما يُسمّى بـ اللقاء التشاوري الثاني للإعلاميين ونشطاء التواصل الاجتماعي المناصرين لحلف قبائل بن حبريش، وسط تضارب في أرقام من لبوا دعوة المشاركة في اللقاء بالحبر السري، فمنهم من قال إن عدد الحضور 250، ومن رفع الرقم إلى 300، بينما الحقيقة – كما يعرفها القاصي والداني –  أن عدد الصحافيين المعروفين لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

يبدع الحلف، كعادته في صناعة الضجيج، إذ حوّل القاعة إلى منصة لتسويق الشعارات القديمة ذاتها: حقوق حضرموت، الحكم الذاتي، والتضحيات الكبرى. أما الجديد، فهو أنّ الشيخ عمرو بن حبريش بدأ في كلمته وكأنه لا يتحدث عن حقوق حضرموت، التي يتعمد تعطيلها، بقدر ما يقدّم عرضاً سياسياً لاستمرار مشروعه الشخصي، ولو على حساب ثلثي الحضارم الذين يطلب منهم التضحيات، في مقابل بقاء “الثلث الذهبي” من حاشيته المقرّبة، أولئك الذين يوزَّع عليهم صكوك الوطنية كما يوزَّع بطاقات الولاء في الهضبة، التي ضاف إلى قوائمها من زعم انهم إعلاميين وغالبيتهم العظمى من المسجلين في معسكراته غير الشرعية، ومن على شاكلته مردد أسطوانة ”


الحل اليدري”.

لكن السخرية الحقيقية، برزت حين تذكّر الحاضرون أن اللجنة المجتمعية في المكلا لم يمضِ وقت طويل عليها منذ أن قدّمت بالأدلة والبراهين تنصل بن حبريش عن وعوده بفتح الطريق أمام قواطر وقود الكهرباء، الأمر الذي جعل انقطاع التيار ووفاة المواطنين من الحر الشديد – بلسانه – بأنهم “ضحايا القضية الحضرمية”. هكذا ببساطة: المواطن يموت، لكن “القضية” تعيش وتُستثمر سياسياً.

والأدهى، أنّ الحلف الذي صدّع رؤوس الناس بشعارات السيادة والكرامة، بدأ مهّد الأرضية – وفق تسريبات متداولة – لعقد صفقات تهريب نفط المحافظة إلى المهرة.

وجهة التهريب ليست بريئة، إذ تُرجّح أصابع الاتهام أن المستفيد الأبرز هو الشيخ سالم الحريزي، المتحوث الشهير والمهرّب الأول للسلاح والمخدرات لمليشيا الحوثي. وهكذا، تتحوّل حضرموت من “قضية وطنية” إلى محطة ترانزيت لشبكات التهريب العابرة للحدود.

وفي النهاية، يظهر المشهد كعرض مسرحي رديء الإخراج: حضور وهمي لمن يزعمون أنهم حملة الأقلام وصناع الفكر، شعارات مستهلكة، وشيخ يبيع حضرموت بالقطعة، بينما يسوّق نفسه كزعيم “قضية” لا وجود لها إلا على المنصات التي يموّلها بنفسه، لتلميع صورته كلما سقط عنها أحد أقنعته وما أكثرها.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic