أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

حضرموت: رفض مجتمعي لسياسات حلف قبائل بن حبريش وتحذيرات من زجها في الفوضى

خاص  – حضرموت نيوز
تتسارع وتيرة الرفض الشعبي في حضرموت لسياسات حلف قبائل بن حبريش، في ظل إدراك متنامٍ لخطورة تحركاته على النسيج الاجتماعي، ومحاولاته فرض سلطة قبلية بزعامة فردية  إقصائية، على حساب مؤسسات الدولة وخدمات المواطنين.
الموقف الجمعي من بن حبريش تفجر بعد أن عمد الحلف خلال الأسابيع الماضية إلى تصعيد خطير، في التقطعات المتكررة لشاحنات الوقود المخصصة لمحطات الكهرباء، ما أدى إلى شلل شبه كامل في برنامج تشغيل الطاقة، وانقطاع التيار لفترات طويلة في مدن ساحل حضرموت، بالتزامن مع موجة حر خانقة، وانهيار للخدمات الأساسية.
واعتبر مراقبون نهج حلف القبائل، ترجمة لتنصل عمرو بن حبريش من وعوده السابقة بعدم استخدام الخدمات كسلاح ضغط، وابتزاز سياسي، مؤكّدين أنه يسعى إلى تعطيل حياة المواطنين في سبيل تحقيق طموحه بفرض محافظ موالٍ له، وتحويل حضرموت إلى ما يشبه “إقطاعية قبلية” تحت سيطرته المباشرة.
وكشفت تحركات اللجنة المجتمعية بساحل حضرموت، برئاسة الأستاذ سالم علي بن الشيخ أبوبكر،  وبياناتها عن مسؤولية الحلف في تأجيج الأزمة الخدماتية والاقتصادية بشكل مباشر، وعرقلة تدفق الوقود عبر نقاط التقطع التي ينصبها عناصره.
وأشارت اللجنة إلى أن المجتمع المحلي يعيش على أمل تدخل الدولة لفك الحصار الخانق على ساحل حضرموت وضمان تدفق الوقود والمشتقات النفطية دون عوائق، حفاظًا على استقرار خدمات الكهرباء وتخفيف معاناة المواطنين.
الوعي الجماهيري من خطورة سياسات حلف بن حبريش لم يقف عند حدود الاضرار بالحركة الاقتصادية، والتلاعب بوقود الكهرباء، وتعطيل مصالح الناس، وإنما امتد إلى إدراك أنه يخطط لتفكيك النخبة من خلال اضعافه، وإحلال قوات غير شرعية بديلا عنها، وقد شكل توزيع الحلف بيانات مرفقة بمقاطع مصوّرة يدّعي فيها صدّ تحركات قوات النخبة الحضرمية في بعض مناطق الهضبة، بداية لتعمده إظهارها كقوة ضعيفة هشة، وتصوير تميشطها لمناطق خاضعة لسيطرتها كعدوان، لتضليل الرأي العام وتبرير استمرار الحلف في عسكرة الهضبة وكل حضرموت.
ويرى مراقبون أن ازدواجية الحلف باتت واضحة؛ إذ يصف انتشار قوات النخبة الحضرمية في الساحل بالعدوان، بينما يمنح نفسه الحق في نشر النقاط غير الشرعية وإغلاق الطرق وتعطيل الخدمات الحيوية.

كما يتجاهل أحداثاً مأساوية شهدها وادي حضرموت، أبرزها قمع قوات المنطقة العسكرية الأولى، أبناء مدينة تريم الذين خرجوا في مظاهرات سلمية احجتاجا على تردي الأوضاع المعيشية، ما أدى إلى استشهاد الشاب محمد سعيد باديان، وغضه الطرف عن جريمة اختطاف السيد محسن العطاس في مأرب، وهو ما كشف، بحسب المراقبين، انتقائية الحلف وغياب أي رؤية جامعة لمصالح أبناء حضرموت، كما يدعي أو يبرر دائما.
وتصاعدت مؤخراً أصوات مجتمعية نشطة تصف ما يقوم به الحلف بأنه محاولة لزعزعة الأمن والاستقرار وتمزيق النسيج الاجتماعي، في حضرموت عبر فرض شعارات “الحكم الذاتي” شكلاً، بينما تصب ممارساته في اتجاه خدمة مشاريع خارجية تعيد حضرموت إلى دائرة النفوذ التقليدي، بعيداً عن تطلعات أبنائها في تقرير مصيرهم السياسي والإداري.
ويبقى وعي المجتمع الحضرمي بخطورة هذه السياسات، وتمسكه بالمؤسسات الشرعية والتفافه حول النخبة جدار صد في وجه محاولات تهيئة الأرضية لعودة الفوضى والإرهاب، من بوابة تطلعات حلف بن حبريش ورهاناته الخاسرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic