تضحية شاب حضرمي تنقذ فتاة لا يعرفها من الابتزاز (صورة)

عدن – حضرموت نيوز
في مشهد إنساني نادر يعبّر عن معاني الشهامة والأمانة الحقيقية، سجّل الشاب عبدالله حنتوش موقفًا بطوليًا في مدينة عدن، أعاد من خلاله الأمل في أن قيم النخوة ما تزال حاضرة بقوة في المجتمع، حين تمكن من إعادة هاتف مفقود إلى مالكته، بعد أن دفع ثمنه من ماله الخاص رغم أنه لم يكن يملك نية شراءه في الأصل.
القصة بدأت حين دخل حنتوش أحد محال الهواتف في عدن لشراء غلاف بسيط لهاتفه الشخصي، لكنه فوجئ بوجود شابين يعرضان على صاحب المحل هاتفًا محمولًا للبيع، زاعمين أنهما عثرا عليه فوق إحدى الحافلات. وبحسب رواية الكاتب معاذ بن ثابت، فقد بدا على الشابين الإصرار على التخلص من الهاتف بأي وسيلة، في حين رفض صاحب المحل شراءه خشية أن يكون مسروقًا أو مفقودًا ويعود لشخص آخر.
في تلك اللحظة، لم يقف عبدالله موقف المتفرج، بل بادر للتدخل محاولًا إقناع الشابين بضرورة إعادة الهاتف إلى صاحبه الحقيقي، مذكرًا إياهم بأن الهاتف قد يكون خاصًا بفتاة ويحمل خصوصياتها، أو ربما يخص رجلًا تتعلق به أعماله وحياته. غير أن محاولاته لم تُجدِ نفعًا، حيث أصرّا على بيعه.
وعندها، اتخذ عبدالله القرار الصعب: قرر شراء الهاتف بنفسه بمبلغ 38 ألف ريال يمني من جيبه الخاص، وهو المبلغ الذي لم يكن مستعدًا لدفعه أصلًا، إذ دخل المحل في البداية لشراء غلاف فقط. لكنه، بدافع من ضميره ونخوته، فضّل أن يتحمل التكلفة ليضمن عودة الأمانة إلى أصحابها.
وبعد حصوله على الهاتف، تواصل عبدالله مع الكاتب معاذ بن ثابت طالبًا منه نشر القصة ومساعدته في إيصال الجهاز إلى مالكه الحقيقي. لم تمض ساعات قليلة حتى تواصلت أسرة فتاة وأكدت أن الهاتف يخص ابنتهم، ليقوم عبدالله بإعادته إليهم دون أي مقابل أو انتظار للشكر، مكتفيًا برضا ضميره وسعادته بإنجاز ما اعتبره واجبًا أخلاقيًا.
هذه القصة التي انتشرت على نطاق واسع في وسائل التواصل الاجتماعي أثارت إعجابًا كبيرًا، حيث اعتبر الكثيرون أن ما قام به عبدالله حنتوش تجسيدٌ صادق لقيم الشهامة والأمانة في وقت تشتد فيه الحاجة إلى مثل هذه النماذج المشرّفة. ووجّهت له تحية إجماع من مختلف الأوساط، باعتباره مثالًا يحتذى للشباب الذين يعكسون أجمل ما في القيم المجتمعية اليمنية الأصيلة.
المصدر: الكاتب معاذ بن ثابت.