حضارم متميزون: اللواء ناصر محمد سالمين المنهالي

admin ساعتين مضت

0 9 2 دقائق

علوي بن سميط – حضرموت نيوز

اللواء ناصر محمد سالمين المنهالي أحد أبرز الضباط الحضارم في جيش البادية الحضرمي، وظل حتى ما بعد عام 1967م متنقلاً في أجهزة الشرطة والجيش في الجمهورية الجديدة.

من ثمود الصحراء إلا أنه من مواليد حصون الشتاء بغيل بن يمين بالقرب من مركز ليجون عام 1948م. ونشأ في بيئة عسكرية، فهو الابن الأكبر لأشهر قائد عسكري بجيش البادية عقيد/ محمد سالمين بن غزيل بن مزبر المعشني المنهالي.

تنقل الابن ناصر منذ نعومة أظفاره مع والده في المناطق النائية والمراكز الصحراوية التابعة لجيش البادية، حتى بعد تخرجه من المدارس، إذ درس بمدرسة البادية بالمكلا ثم بالوسطى، خصوصاً وسطى غيل باوزير. عمل ضابطاً في القوات الحضرمية والجيش البدوي، واكتسب خبرات عسكرية إضافة إلى معرفة واسعة بجغرافيا حضرموت والمهرة حيث كانت تنتشر وحدات جيش البادية.

يتمتع الأستاذ ناصر المنهالي بذاكرة قوية ونظيفة جراء دخوله معترك المجتمعات البدوية وكذلك عمله المجتمعي المدني والعسكري. وكما بدأ حياته بمدرسة البادية فعسكرياً، ثم ضابطاً في صفوفه، استطاع أن يلم بالحياة العامة إذ كان مطلعاً وقارئاً نهماً في كل المجالات بما فيها الأدبية والثقافية.

أول مرة التقيت اللواء الأستاذ المنهالي كانت في ثمود قبل 25 عاماً عند زيارتي الصحفية، فوجدت لديه مخزوناً وذكريات غير عادية تضم أدق التفاصيل منذ نهاية الأربعينيات حتى الزمن الجاري. وتواصلت اللقاءات فيما بيننا في شبام وسيئون وثمود، لمزيد من الاستفادة من معلوماته ومخزونه الفكري والاجتماعي، فهو خبير بالشأن القبلي والتراث المجتمعي العام في حضرموت وشبوة والمهرة.

وطيلة الأعوام الماضية استطاع توثيق وتأليف خمسة أجزاء عن جيش البادية بكل دقة وتفاصيل لا تزال مجهولة حتى اللحظة لدى الكثير. وقد أهداني – مشكوراً – سلسلة كتبه: محطات تاريخية من الواقع للذاكرة العسكرية: الجيش البدوي الحضرمي (المختصر بالإنجليزية HBL). وصدر الجزء الخامس في أبريل 2022م. وكل جزء من الأجزاء الخمسة يضم أكثر من 280 صفحة، لغزارة المعلومات المكتوبة بأسلوب سلس متجرد، وكأن القارئ يستمع لمتحدث بسطور مكتوبة. كما دعم كتبه بصور نادرة ووثائق تتعلق بجيش البادية.

عمل ناصر المنهالي في الإدارة، وساهم في نشر الإدارة في ثمود والصحراء الحضرمية عموماً. وكتب في أوائل الألفية في عدد من الصحف عن ذكرياته، أبرزها صحيفة الأيام.

بعد 1967م تقلد عدداً من المناصب:

مدير مكتب نائب المدير الأمن العام في الرزميت – المكلا (المحافظة الخامسة حضرموت).
مدير القلم بالكتيبة 15 بلواء 22 – معسكر سبأ.
ضابط إداري بلواء في لحج – العند.
تخصص كضابط في فك الشفرة أو الرموز العسكرية بمحور سباح في يافع.

حصل الرجل المتميز ناصر على كثير من الشهادات والدروع نظير أعماله وأنشطته من عدد من الجهات المدنية والعسكرية، إضافة إلى شهادات من جامعة حضرموت وجامعة فيصل بالمملكة العربية السعودية.

ولأنه ذاكرة حية، فقد قدمت له المكتبة السلطانية، وعُين من محافظة حضرموت لإقامة متحف ومركز الجيش البدوي الحضرمي والحياة العسكرية بحضرموت. ولا يزال يفكر بالمزيد عن الحياة العسكرية الحضرمية حتى ما بعد عام 1967م. حفظه الله وأطال بعمره.