حلف “التناقضات” بين خطاب المعارضة والانغماس في السلطة

خاص – حضرموت نيوز
أثارت البيانات والمواقف الأخيرة الصادرة عن حلف قبائل الشيخ عمرو بن حبريش، جدلاً واسعاً في الأوساط المحلية، بعد أن اعتبر مراقبون أنها تترجم التناقض بين خطاب الحلف المعلن وممارسته الفعلية.
ففي الوقت الذي يرفض الحلف ما يصفه بـ”السلطة الفاسدة”، فإنه لا يزال ممثلاً فيها ويتمسّك بعدد من المواقع والمناصب، وهو ما يضعه – بحسب منتقدين – في موقع “المعارضة والسلطة في آن واحد”. هذا التناقض بدا أوضح في بياناته الأخيرة، خصوصاً اعتراضه على قرارات إدارية تتعلق بتغيير مدير عام من أبناء حضرموت بآخر من المحافظة نفسها، وهو ما اعتُبر تناقضاً مع خطابه الرافض للمحاصصة والفساد.
كما تعرّض الحلف، سابقا، لانتقادات حادة على خلفية بيانه الذي استنكر محاصرة لجنة مجلس النواب المكلفة بالرقابة والمحاسبة في حضرموت، داخل مقر إقامتهم في المكلا، حيث سارع إلى إعلان تضامنه معها قبل أن يصدر المجلس نفسه أو وزارة الداخلية أي موقف رسمي، مما جرى.
خطوة وصفها متابعون بأنها محاولة استباقية لتوظيف الموقف سياسيًا، في حين رأى آخرون أن بعض قيادات الحلف تسعى إلى استثمار كل حدث لتعزيز نفوذها السياسي وتحقيق مكاسب شخصية.
ويشير مراقبون إلى أن هذه المواقف تتناقض مع الدور التاريخي لجامع حضرموت، الذي لطالما مثّل ساحة للتوازن والحكمة في عهد قيادات سابقة مثل الشيخ محمد البسيري والمهندس أبوبكر السري وطارق العكبري ومحمد الحامد، وهي أسماء ارتبطت في الذاكرة الشعبية بالرصانة والقدرة على إدارة الخلافات دون إثارة الجدل.
اليوم، يرى بعض أبناء حضرموت أن ما يشهده الحلف من تخبطات قد أضعف صورته كمكوّن قبلي جامع، وحوّله – على حد وصفهم – إلى أداة صراع سياسي أكثر من كونه ممثلاً حقيقياً لمصالح المجتمع.