منوعات

 بن سميط: مخاطر تهدد شبام التاريخية جراء إهمال أراضي “الربه” الزراعية

خاص – حضرموت نيوز 

حذر الصحافي علوي بن سميط من مخاطر حقيقية تحاصر مدينة شبام التاريخية في حضرموت، جراء الإهمال والعبث الذي طال شبكة الأراضي الزراعية المحيطة بها، المعروفة بأراضي “الربه”، والتي تعتمد على الري الموسمي بالسيل منذ مئات السنين.

وأوضح بن سميط، أن هذه الأراضي شكّلت عبر التاريخ منظومة متكاملة للزراعة المعيشية والغذائية، صممها الإنسان الشبامي بدقة، حيث تمتد شبكة الري من سد الموزع غرب شبام عبر ساقية رئيسة تتفرع إلى مئات “الجروب”، محاطة بجدران طينية تحفظ التوازن المائي وتحمي المدينة.. وأي خلل في هذه المنظومة – بحسب قوله – يؤدي إلى ارتفاع منسوب السيول واقترابها من أسوار شبام ومنازلها الطينية.

وأشار إلى أن: التدهور بدأ منذ ثمانينيات القرن الماضي، حين أُنشئ الخط الأسفلتي الجديد الذي منع وصول جزء من مياه السيول إلى الجروب، ثم تكرر الأمر في التسعينيات بإنشاء حظائر أغنام أغلقت بعض المساقي. ومع بداية الألفية استُحدثت مشاريع تحت مسميات “الحزام الأخضر” و”الأمن الغذائي”، وصولاً إلى السنوات الأخيرة حيث مُنعت المياه عن جروب واسعة، وبيعت أخرى أو أُجرت في مخالفة صريحة للأعراف والأنظمة الوقفية.

وأكد أن أكثر من 85% من أراضي الجروب هي أوقاف، والقليل منها ملكيات رسمية، ما يعني أنه لا يحق لأي جهة أو فرد التصرف فيها. لكنه شدد على أن غياب الرقابة وازدواجية الإدارة سمحا بانتشار مشاريع ومنشآت غيّرت طبيعة الأرض، بتمويلات محلية وأجنبية لا تراعي خصوصية هذه الزراعة الموسمية.

وأضاف بن سميط أن الحكومة الألمانية قدمت قبل أعوام منحة بمبلغ 1.5 مليون يورو، للحفاظ على شبكة الري، كما تسلمت الجهات الأهلية ملايين أخرى، لكن النتيجة كانت إغلاق جروب وتشويه المنظومة، بدلاً من صيانتها وحمايتها.

وختم بالقول إن شبكة الري التقليدية في شبام واحدة من أروع إبداعات الإنسان القديم، ولا تقل أهمية عن المدينة التاريخية ذاتها، داعياً الدولة والمجتمع المحلي إلى التدخل العاجل لحمايتها من التدمير البطيء.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic