رمزية تحركات بن ماضي في مديريات الوادي وعزلة بن حبريش

خاص- حضرموت نيوز

شهدت محافظة حضرموت خلال الأيام الماضية حراكًا ميدانيًا مكثفًا لمحافظها الأستاذ مبخوت مبارك بن ماضي، الذي قاد سلسلة من الزيارات واللقاءات شملت عدداً من مديريات وادي حضرموت، في خطوة عكست حضور رجل الدولة ومساعيه الجادة لرأب الصدع وإنهاء الأزمات المتراكمة التي تعصف بالمحافظة، سواء على الصعيد الخدمي أو الأمني.

المحافظ بن ماضي استهل جولته من مديرية تريم، متنقلاً بعدها إلى شبام ووادي العين وحورة، حيث وقف ميدانيًا على حجم الأضرار الناجمة عن المنخفض الجوي والأمطار الغزيرة، واطلع على أوضاع المواطنين المتضررين، موجهاً بسرعة توفير المأوى والخدمات العاجلة. كما دشّن مشروع إغاثي طارئ بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة، يستهدف توفير مواد إيوائية للأسر المتضررة في عدد من المديريات.

ولم يقتصر تحركه على الجوانب الإنسانية والخدمية، بل شمل الملف الأمني، إذ عقد في مدينة سيئون اجتماعًا مع وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري لمناقشة سبل تعزيز الأمن والاستقرار، والتنسيق المشترك بين الأجهزة العسكرية والأمنية لمواجهة التحديات المتفاقمة في المحافظة، إلى جانب الترتيبات الطارئة لمجابهة تداعيات الحالة الجوية.

كما حرص المحافظ على أداء واجب العزاء لأسر ضحايا السيول والحوادث المرتبطة بالمنخفض الجوي في تريم، مؤكدًا وقوف السلطة المحلية إلى جانبهم، ومشيدًا بجهود فرق الإنقاذ التي شاركت في عمليات الإخلاء والإغاثة.

هذا الحراك النشط للمحافظ بن ماضي قوبل بمقارنة لافتة مع غياب وكيل أول محافظة حضرموت رئيس حلف القبائل  الشيخ عمرو بن حبريش، الذي آثر البقاء في الهضبة، ونهمه بفتح معسكرات غير شرعية،بدلا عن النزول إلى المديريات القريبة منه، وأبرزها  غيل بن يمين، مسقط رأسه، رغم معاناة المواطنين الشديدة، وتضررهم بشكل كبير جراء الأمطار والسيول.

التباين الواضح بين أداء رجل الدولة ممثلاً بالمحافظ مبخوت بن ماضي، وانكفاء الشيخ بن حبريش عن القيام بدور يوازي ثقل مكانته القبلية، يعكس – وفق مراقبين – الفارق بين نهج المسؤولية العملية التي تترجمها الأفعال الميدانية، وبين الاكتفاء بالمواقف الرمزية التي لا تلامس احتياجات الناس الملحة في مثل هذه الظروف الصعبة.