أهم الاخبارعربي دولي

مناورة إسرائيلية ضخمة في البحر الأحمر 

متابعات – حضرموت نيوز 

أثارت المناورة العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي في البحر الأحمر، الثلاثاء، قلقاً واسعاً بشأن انعكاساتها على استقرار المنطقة وأمن الملاحة الدولية، في وقت حذرت فيه مصر من خطورة “عسكرة” البحر الأحمر على التجارة العالمية والاقتصاد الإقليمي.

مصدر مصري مسؤول أوضح لـ«الشرق الأوسط» أن توقيت إعلان إسرائيل عن المناورة يحمل طابعاً استفزازياً، ويهدف إلى جر المنطقة لمزيد من التوتر، مؤكداً أن الهدف الأساسي لإسرائيل هو “دغدغة مشاعر الداخل الغاضب من الحكومة”، وليس توجيه رسالة تهديد إلى القاهرة. وأضاف أن مصر “تدرك جيداً القدرات العسكرية الإسرائيلية، لكنها لا تعتبر هذه التحركات تهديداً مباشراً لها”.

مخاطر على الملاحة والتجارة

تحذيرات القاهرة تأتي في ظل تراجع عائدات قناة السويس بصورة غير مسبوقة منذ نهاية 2023، نتيجة هجمات الحوثيين على السفن المارة بمضيق باب المندب وتغير خطوط الملاحة، وهو ما كبّد القناة خسائر تقدر بنحو 7 مليارات دولار خلال العام الماضي.

وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي كان قد شدد في تصريحات سابقة على أن “المزيد من عسكرة البحر الأحمر يضر بشدة بالتجارة العالمية والاقتصاد المصري”، في إشارة إلى تزايد التواجد العسكري الدولي وتوسع دائرة العمليات في الممر الملاحي الحيوي.

قراءة أمنية

الخبير الاستراتيجي اللواء محمد عبد الواحد اعتبر أن المناورة الإسرائيلية “ليست الأولى”، لكنها تأتي في توقيت شديد الحساسية، في ظل تصاعد الهجمات الحوثية والتوترات الإقليمية، ما يهدد بزيادة الاستفزازات المتبادلة مع إيران، وينعكس سلباً على حركة التجارة والسياحة.

وأضاف أن إسرائيل كانت في السابق تحرص على تنفيذ تدريباتها العسكرية بعيداً عن مضيق باب المندب والمناطق الحساسة في البحر الأحمر، بينما تشهد المرحلة الراهنة “تجرؤاً متزايداً” من جانبها عبر إدخال قواتها إلى نطاق حساس يهم الدول المشاطئة للبحر، وهو ما يرفع منسوب المخاوف.

أبعاد جيوسياسية

بدوره، رأى خبير أمن الممرات الملاحية الدكتور رأفت محمود أن هذه المناورة قد تحمل رسائل سياسية وأمنية موجهة لدول بعينها، منها مصر، في ظل الخلافات الأخيرة بين القاهرة وتل أبيب حول غزة وملف تهجير الفلسطينيين. وأشار إلى أن المناورة يمكن أن تُقرأ كجزء من “منظومة التحرك الإسرائيلي تجاه إيران واليمن”، وليست مجرد نشاط تدريبي روتيني.

وأكد محمود أن إسرائيل سبق أن أجرت تدريبات مماثلة مع الأسطول الخامس الأميركي، إلا أن حساسية التوقيت والظرف الإقليمي الحالي يمنح هذه المناورة بعداً إضافياً، ويرفع من احتمالات التصعيد في المنطقة.

سياق متكرر

وكان الجيش الإسرائيلي قد أجرى في يونيو (حزيران) 2022 مناورات جوية وبحرية وبرية في قبرص والبحر الأحمر والبحر المتوسط، ضمن استعداداته لمواجهة “سيناريوهات محتملة مع إيران وأذرعها”، بما في ذلك حزب الله. وأعلنت حينها وحدات بحرية إسرائيلية عن استكمال تدريبات معقدة انطلقت من ميناء إيلات.

خلاصة

في ظل الظروف الراهنة، تبدو المناورة الإسرائيلية الأخيرة أكثر من مجرد تمرين عسكري، إذ تعكس تحولات في قواعد الاشتباك داخل البحر الأحمر، وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل أمن الملاحة في الممر الحيوي للتجارة العالمية، الذي يمر عبره نحو 12% من حركة التجارة الدولية.


هل تود أن أجعل التقرير مركزاً أكثر على الجانب المصري وردود فعل القاهرة، أم تريده متوازناً بين الأطراف (إسرائيل، مصر، الخبراء) مثل الصياغة أعلاه؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic