مبخوت .. و “ليلة الأحد لي مرت بجنب القواطر” .. الصدمة والضربة القاضية

كتب: سالم بامؤمن
على مدى عام كامل، ظل حلف بن حبريش يمارس هوايته المفضلة في بث التوقعات والتسريبات التي لا تتجاوز حدود المربعات المغلقة لمجالسهم، مفادها أن قرار إقالة محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي بات قاب قوسين أو أدنى، وأن الإعلان سيكون مع بداية كل أسبوع، وتحديدًا في ليلة الأحد. تلك الليلة تحولت مع مرور الوقت إلى أيقونة سياسية في أجندة الحلف، ينتظرونها كما ينتظر الصياد أول خيط فجر، لكن دون أن تأتي الصيدة.
وطوال تلك الأسابيع والأشهر، كانت الرواية تتكرر، والوعود تتجدد، وكأن حلف بن حبريش كان يراهن على أن تكرار الخبر سيجعل منه حقيقة. ومع كل أحد يمر دون التغيير الموعود، كان رصيد المصداقية يتآكل، ويتحول الأمر من توقع سياسي إلى طرفة يتداولها الشارع الحضرمي في المقاهي والمجالس.
ثم جاءت المفاجأة الكبرى، أو لنقل الصدمة الساخرة؛ فمع بداية هذا الأسبوع، وفي ليلة الأحد تحديدًا، لم يأت القرار الموعود بإقالة مبخوت، بل جاء الرجل بنفسه، عائدًا إلى المحافظة لممارسة مهامه، قادمًا من رحلة عمل، ليكسر الترقب ويقلب الطاولة على المراهنين. وصوله في تلك الليلة بالذات جعل من المشهد لوحة ساخرة مكتملة الأركان، وكأنها رد عملي على عام كامل من الإشاعات.
في لحظة، تحولت “ليلة الأحد” من رمز لأمل حلف بن حبريش المزعوم، إلى ذكرى لرهان خاسر، وأداة للتندر في أحاديث الناس. فالمفارقة لم تكن فقط في فشل التنبؤات، بل في تطابق التوقيت بين أسطورة الأحد وعودة المحافظ نفسه في الليلة ذاتها، وكأن القدر قرر أن يضيف لمسة من الكوميديا السياسية على المشهد.
اليوم، صار من الصعب على الحلف أن يستعيد وزن كلماته، بعد أن خسر الأحد وبقية أيام الأسبوع. أما الشارع، فقد وجد في “ليلة الأحد لي مرت بجنب القواطر” مع الاعتذار للمحضار، عنوانًا يختصر الحكاية كلها: وعود تبخرت، ورهان سقط، وعودة مبخوت كانت الضربة القاضية. “وعوَّد الله ليالي الأحد في وسط سيئون”.