مقالات الرأي

النذالة، الفوضى، والأخلاق في السياسة

كتب: محمد سليمان

النذالة في السياسة مطلوبة، ولكن يجب أن تُمارَس مع الخصوم فقط. وعندما تشعر أن هذه النذالة ستؤدي إلى الإضرار بأرضك ومجتمعك، تظهر هنا الأخلاق في السياسة.

فعلى سبيل المثال، النذالة السياسية هي أن تدفع لمتظاهرين من أجل الاحتجاج أو حتى لقطع الطرق.

* لكن*

يجب أن تظهر أخلاقك عندما ترى أن من دفعت لهم قد تمادوا وهاجموا المنشآت الحيوية وأجهزة الأمن، وأصبح من الممكن أن تسيل الدماء ويسقط الضحايا.

وحين لا تظهر أخلاقك السياسية في هذا الموضع، بل تروّج لوقوع ضحايا من أجل زيادة حدّة الصدام، فأنت بذلك لا تمارس نذالة سياسية فقط، بل تصل إلى ما يمكن تسميته بـ قمة النذالة.

أما الفوضى في السياسة، فهي أن تخلق حالة من التذمر العام والعدمية، ثم تعمل على إشعال شرارة تُفضي إلى فوضى عارمة وحالة من اللايقين، تحاول من خلالها تمرير رسائل سياسية أو الحصول على امتيازات، دون اكتراث بما تسببه هذه الفوضى من انهيار لمؤسسات الدولة وهيبة أجهزتها… تلك المؤسسات التي قد تكون يومًا على رأسها وتديرها.

وحين تفعل ذلك، فأنت لا تسعى لحكم الدولة، بل تسعى لحكم الخراب.

وهنا يمكن أن نطلق عليك مسمى “الفوضوي السياسي” أو “السياسي الفوضوي” إن كنت في الأصل فوضويًا وبحكم الزمن أصبحت سياسيًا، فالأول يناسبك والعكس بالعكس.

وبالنسبة للفوضى، فإن التجارب القريبة والبعيدة أثبتت أن من أراد الوصول إلى الحكم عبر الفوضى لم يصل، وظل على هامش التاريخ… قريبًا جدًا من مزبلته.
وهذا سياسيًا بطبيعة الحال.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic