أهم الاخبارتقارير وتحقيقات

عامٌ على نكبة حلف قبائل حضرموت… فوضى مستمرة تهدد استقرار المحافظة

خاص – حضرموت نيوز 

مرّت سنة كاملة على نكبة  حضرموت من خلف القبائل بقيادة عمرو بن حبريش، والتي بدأت بسلسلة من التحركات التصعيدية ضد السلطة المحلية في محافظة حضرموت، أدت إلى تعطيل الحياة العامة، وقطع الطرقات، واحتجاز قاطرات الوقود المخصصة لمحطات الكهرباء، وساهمت في انهيار المنظومة الكهربائية في المحافظة، وخلل واسع في البنية التحتية ومؤسسات الدولة.

شلل في الخدمات واحتقان شعبي

منذ انطلاق ما سمّاه الحلف “تصعيدًا شعبيًا”، شهدت مدن الساحل والوادي تراجعًا غير مسبوقًا في الخدمات الأساسية، أبرزها الطاقة الكهربائية التي أصبحت غير مستقرة نتيجة تعطيل إمدادات الوقود، بعمليات التقطع المستمرة. كما شهدت المستشفيات والمؤسسات الحكومية صعوبات تشغيلية كبيرة، نظرا لعجزها عن توفير الوقود للكهرباء، وأثر ذلك بشكل مباشر على حياة المواطنين وأعمالهم ومصالحهم.

اعتراف بفساد داخلي وسقوط سياسي

في تطوّر لافت، أقرّ عمرو بن حبريش قبل شهر بفساد “لجنة الوقود” التابعة للحلف، وأعلن حلّها بعد سلسلة من الانتقادات الحادة من الأهالي والمتضررين من انقطاعات الكهرباء المستمرة، ما اعتُبر اعترافًا ضمنيًا بفشل الحلف في إدارة أي مسؤولية خدمية أو مدنية، وهو الذي يروج لمشروع الحكم الذاتي، ولم يستطع ضبط لجنة وقود، ومحاسبتها بعد فشلها.

سياسيًا، تلقّى الحلف ضربة قوية بفشل مرشحه لمنصب محافظ حضرموت، القاضي أكرم العامري، الأمين العام لمؤتمر حضرموت الجامع، والذي عجز في الحصول على توافق سياسي محلي أو دعم شعبي واسع، وقرب عودة المحافظ مبخوت بن مبارك بن ماضي إلى المكلا في الأيام القليلة المقبلة، بدعم من القوى الوطنية والمجتمعية.

تصعيد خطير واعتداءات قبلية

وفي مؤشر على تصاعد فوضى الحلف في حضرموت، أقدمت عناصره على الاعتداء على شباب في منطقة العصارنة، ما دفع قبائل آل سيبان إلى إصدار دعوة عاجلة لعقد لقاء قبلي واسع للوقوف ضد “فوضى الحلف وتماديه في تقويض الأمن الاجتماعي”، كما ورد في بياناهم الأخير، والتحذير من خطورة الصدام المسلح مع حلف بن حبريش إذا واصل محاولة فتح معسكرات غير شرعية في أرض العصارنة بالقوة.

معسكرات وتجنيد خارج القانون

إن أخطر ما أثار القلق، على أمن واستقرار حضرموت هو إصرار الحلف على افتتاح معسكرات تدريبية خارج إطار مؤسسة الدولة، وسط شبهات بالتجنيد لأغراض مشبوهة وغير وطنية، مما أثار استياءً واسعًا من شرائح متعددة في المجتمع الحضرمي، ودفع مراقبين إلى ترجيح تحوّل هذه التشكيلات إلى أدوات صراع تهدد النسيج الاجتماعي والأمن العام في حضرموت.

دعوات لفرض هيبة الدولة

مع مرور عام على هذا فوضى حلف قبائل بن حبريش، تتزايد الدعوات من أوساط قبلية ومجتمعية وأمنية إلى استعادة هيبة الدولة، وإعادة تفعيل الأجهزة الحكومية بشكل كامل، ووضع حد لتصرفات “الحلف” التي باتت – بحسب مراقبين – أخطر من مجرد اعتراضات مطلبية، واتخذت منحًى ميليشياويًا وعصبويا مقلقًا وينذر بانقسام حاد في المكونات المجتمعية في حضرموت.

ختامًا، يرى كثيرون أن عودة المحافظ بن ماضي، وتوحيد الصفوف المجتمعية، يمثلان أولوية لإنقاذ حضرموت من الفوضى والانقسام، وإعادة المسار نحو الاستقرار والتنمية، وتطبيق مصفوفة المجلس الرئاسي لتطبيع الحياة في حضرموت.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic