موسم البلدة.. ثروة سياحية واقتصادية على سواحل حضرموت

بقلم: صديق محمد بافضل*
مقدمة:
في كل عام وتحديدًا مع دخول العشر الأولى من شهر يوليو وحتى بداية شهر أغسطس تحتفل سواحل حضرموت لا سيما مدينة المكلا ومدينة الشحر بظاهرة فريدة تُعرف باسم “موسم البلدة“. وهي ظاهرة بحرية طبيعية ذات طابع ثقافي واجتماعي، تجذب آلاف الزوار من مختلف مناطق اليمن والخليج للاستمتاع بعلاج طبيعي نادر وموسم سياحي مميز.
ما هو موسم البلدة؟
هو فترة محددة من السنة تنخفض فيها درجة حرارة مياه البحر بشكل مفاجئ رغم شدة حرارة الصيف، مما يجعل مياه البحر باردة ومنعشة. ويُعتقد بأن هذا التغير في حرارة المياه يمنح الجسم فوائد صحية كبيرة، خاصة فيما يتعلق بأمراض المفاصل والجلد والضغط العضلي، ولهذا يُعرف محليًا بـ “حمّام الطبيعة المجاني”.
الأثر الاقتصادي لموسم البلدة:
1. انتعاش الحركة التجارية:
• تشهد الأسواق الشعبية ازدهارًا كبيرًا، حيث يرتفع الطلب على المأكولات الشعبية، الملابس، الهدايا التذكارية، وأدوات البحر.
• المحلات الصغيرة، الباعة الجائلون، والمطاعم تحقق دخلًا أعلى مقارنة ببقية أشهر السنة.
2. تنشيط قطاع النقل والمواصلات
• ترتفع نسبة الإشغال في سيارات الأجرة والباصات، مع تزايد أعداد الزوار المحليين من مختلف مديريات حضرموت والمحافظات الأخرى .
3. توفير فرص عمل موسمية.
• يستفيد كثير من الشباب من الموسم في تقديم خدمات مثل تأجير أدوات البحر، الإرشاد السياحي، التصوير، وخدمة الضيافة ( الخدمة الفندقية ).
الأثر السياحي:
1. رفع نسب الإشغال في الفنادق والشقق:
• تُعد هذه الفترة من أعلى مواسم الإشغال الفندقي في مدن الساحل، خصوصًا المكلا والشحر، حيث تصل نسبة الإشغال إلى 90% أو أكثر.
2. تعزيز السياحة العلاجية الشعبية:
• يقبل الزوار على الشواطئ بغرض الاستشفاء الطبيعي، مما يمنح المدن الساحلية سمعة فريدة في هذا النوع من السياحة.
3. إحياء الفولكلور والهوية الثقافية:
• تقام فعاليات شعبية وكرنفالات تراثية وفنون بحرية ما يمنح الزوار تجربة غنية تتجاوز مجرد السباحة أو الترفيه تصل الى التمعن في عراقه المحافظة وتنوع الموروث الثقافي.
تحديات واستثمار مستقبلي:
رغم أهميته، إلا أن موسم البلدة لا يزال بحاجة إلى:
• تنظيم رسمي وفعاليات سياحية مهيكلة ومستمرة
• بنية تحتية سياحية متطورة كخدمات المقدمة على الشواطئ والإنقاذ و المرافق الصحية.
• دعم إعلامي وترويجي لتسويق الموسم على المستوى الإقليمي والدولي.
• إقامة المعارض واستقطاب الاستثمار المحل بافكار إبداعية تخدم القطاعين الخاص والحكومي.
ويمكن للجهات المعنية كـ وزارة السياحة والسلطات المحلية والقطاع الخاص أن تستثمر في هذا الموسم ليكون موسمًا وطنيًا معتمدًا يجذب السياحة الخارجية ويعزز الاقتصاد المحلي.
وفي الختام :
موسم البلدة ليس مجرد ظاهرة طبيعية، بل هو فرصة ذهبية اقتصادية وسياحية، تحمل في طياتها إمكانيات كبيرة للنهوض بالمجتمع الساحلي، وخلق هوية موسمية حضرمية يمكن تصديرها للعالم.
*مدير فندق جود السياحي.