تقرير تحليلي: مخاطر فتح معسكرات في حضرموت وتشكيل قوات خارج مؤسسات الدولة

مقدمة
في ظل تفاقم الأزمة التي تشهدها محافظة حضرموت، خرجت إلى العلن أول دفعة من “قوات حماية حضرموت” التابعة ل”حلف قبائل حضرموت”، وهو تحرك يثير تساؤلات جدّية حول ولاء هذه القوات، وهدفها الحقيقي، ومن هو العدو المفترض الذي تشكلت لمواجهته، وما قد ينتج عن هذه الخطوة من تهديد للاستقرار والسلم المجتمعي في حضرموت.
الظهور الأول
ظهر الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف القبائل اليوم، مخاطبًا عشرات من المجندين داخل معسكر الجديد، في الهضبة، في حضور سالم مبارك العوبثاني، قائد قوات “حماية حضرموت”. هذا الظهور العلني يعكس توجهًا واضحًا نحو عسكرة المشروع القبلي خارج نطاق الدولة، مع انتقال الحلف إلى خطوة متقدمة في افتتاح المعسكرات وتخريج دفعاتها.
لمن تتبع هذه القوات؟
السؤال الجوهري القديم الجديد هو: لمن تتبع “قوات حماية حضرموت”؟
حتى الآن، لا يوجد أي خيط يربط هذه القوات بقيادة رسمية معترف بها من الحكومة الشرعية أو قوات التحالف العربي. ما يعزز الشكوك بأنها قوات ذات طابع مناطقي أو فئوي، يتم تشكيلها خارج نطاق المؤسستين العسكرية والأمنية الرسميتين، ما قد يشكل تهديد حقيقي لقوات النخبة.
من هو العدو؟
في ظل عدم وضوح العقيدة العسكرية لهذه القوات، يبرز خطر أنها قد تُوجّه ضد خصوم سياسيين أو قبليين داخل حضرموت نفسها، ما ينذر باحتراب داخلي حاد. كما أن الغموض في تحديد “العدو” يعني أن السلاح قد يُستخدم في غير محله، ما يفتح الباب أمام صراعات مناطقية أو فئوية في حضرموت.
تهديد السلم الاجتماعي والاقتصادي
في الوقت الذي كان ينتظر فيه المواطن الحضرمي تحقيق وعود حلف القبائل بتوفير الخدمات الأساسية كالكهرباء (مشروع 500 ميجا الموعود) وتحسين الخدمات الصحية بافتتاح المستشفيات، صُدم السكان بتوجيه الأولويات نحو فتح المعسكرات والتجنيد، مما أشعل موجة من القلق الشعبي من دخول حضرموت في نفق مظلم من الصراعات المسلحة والمواجهات الداخلية بينهم.
وهنا فإنه لابد من:
- تحديد قيادات الحلف موقفهم من مشروع الدولة التي يرفعون شعارات انظمتها وقوانينها، ومن هو “العدو” الذي يستعدون لمواجهته، وإغلاق المعسكرات وتسريح عناصرها.
- التركيز على استكمال مشاريع الكهرباء والصحة أولاً، فهي الأولوية المجتمعية القصوى.
- التنبيه من خطورة عسكرة المجتمع القبلي، وتحويل الخلافات إلى مواجهات مسلحة، لا تخدم إلا أعداء حضرموت والشرعية والتحالف وفي مقدمتهم مليشيات الحوثي.
خاتمة
إن فتح معسكرات على أسس قبلية ومناطقية خارج الإطار الوطني يمثل تهديدًا مباشرًا لهوية حضرموت المدنية والتاريخية، وقد يؤدي إلى صراع طويل يعمق الانقسام المجتمعي. الوقت الآن يتطلب حكمة وتعقلاً، لا تعبئة وتحشيدًا.