ضربات أمريكية ساحقة ضد قاعدة اليمن واعتراف بقوة الانتقالي

خاص – حضرموت نيوز
جدّدت الولايات المتّحدة الأميركية تركيز نشاطها الاستخباراتي والأمني في اليمن على تنظيم القاعدة وذلك بعد دخولها في تهدئة مع مليشيات الحوثي أوقفت القوات الأميركية بموجبها قصفها لمواقع المليشيا.
ويعكس التركيز الأميركي على الفرع اليمني للتنظيم نظرة واشنطن إليه كأحد أكثر الفروع خطورة وذلك بالاستناد إلى سوابق له في استهداف المصالح الأميركية، فضلا عن خطورة الموقع الذي ينشط فيه قريبا من منطقة الخليج الغنية والمستقرة والتي تجتمع فيها سلسلة طويلة من المصالح الحيوية للولايات المتّحدة والعالم.
وقُتل عدد من عناصر من تنظيم القاعدة في غارات نُسبت إلى الولايات المتحدة على مناطق في جنوب اليمن بحسب ما أفاد مصدر أمني يمني وكالة فرانس برس.
وقال مصدر أمني في محافظة أبين المجاورة لمقر الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في عدن إن الضربات أسفرت عن مقتل تسعة أعضاء من الجماعة بينهم قيادي محلي.
وأضاف المسؤول الأمني الذي قال في وقت سابق إن الهجوم آخر الأسبوع الماضي في شمال مديرية خبر المراقشة، أن الضربات استهدفت عدة مواقع في المنطقة الجبلية التي تعرف بنشاط تنظيم القاعدة فيها.
وقال مسؤول قبلي في المنطقة “شاهدت خمس جثث متفحمة في موقع واحد تم استهدافه وسيارة محترقة بينما بقية القتلى في مكان آخر.”
وفي وقت سابق أكد مسؤول أمني آخر حصيلة أولية لخمسة قتلى من أعضاء تنظيم القاعدة في الضربات، وقال إنه في حين أن أسماء القتلى غير معروفة، يعتقد أن أحد القادة المحليين للجماعة من بين القتلى.
ووفّرت الحرب في اليمن، أفقر دول شبه الجزيرة العربية، موطئ قدم لجماعات متطرفة، بينها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي تعتبره واشنطن أخطر أذرع التنظيم الأساسي، لكن وتيرة هجماته تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة.
ولطالما اضطلعت القوات الموالية للمجلس الانتقالي الجنوبي المنادي باستعادة دولة الجنوب المستقلة بدور مهمّ في محاربة الجماعات الجهادية في جنوب البلاد.
وتشكّلت قوات الحزام الأمني التابعة للمجلس في ثلاث محافظات جنوبية هي عدن ولحج وأبين بهدف حفظ الأمن والاستقرار فيها. واضطلعت بدور مهم في طرد عناصر القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في جنوب البلاد.
وتأسس المجلس الانتقالي الجنوبي في العام 2017 وهو جزء من مجلس القيادة الرئاسي أعلى هيئة في السلطة اليمنية المعترف بها دوليا التي تتخذ من الجنوب مقرا منذ اندلاع النزاع في اليمن.
وحذّر تقرير أممي نُشر في 2024 من التعاون المتزايد بين الحوثيين وجماعات مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتحالفون معه ضد قوات الحكومة اليمنية.
وأُعلن في السادس من مايو الجاري عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة ومليشيا الحوثيين بوساطة عُمانية، بعد إعلان الرئيس دونالد ترامب وقف الغارات الأميركية التي استمرت أسابيع في اليمن، واستهدفت مناطق سيطرة المتمردين.
وتأسس تنظيم القاعدة في جزيرة العرب عام 2009 بدمج فصائل التنظيم السعودية واليمنية، وبرز خلال الفوضى التي أنتجتها الحرب في اليمن، في وقت كان المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران يقاتلون التحالف العسكري الذي تقوده السعودية منذ العام 2015.
وفي مارس 2024، أكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وفاة زعيمه خالد باطرفي، وأعلن سعد بن عاطف العولقي خلفا له.
المصدر: فرانس برس