تقارير وتحقيقات

الهضبة وأوهام الحكم الذاتي..

مشروع لإعادة التبعية لحضرموت

خاص- حضرموت نيوز

في الوقت الذي يطمح فيه أبناء حضرموت لاستعادة قرارهم السياسي والإداري، تروج بعض النخب لمشروع “الحكم الذاتي” باعتباره حل وسطا بين الانفصال الكامل والبقاء تحت المركزية المطلقة. غير أن هذا الطرح، ورغم شعاراته البراقة،  يعيد حضرموت الى دائرة الحكم من صنعاء، لكن بصيغة جديدة تتسم بالزخرفة الشكلية لا الاستقلال الفعلي كما اشار لها الصحفي المقرب من  رئيس ما يسمى حلف قبائل حضرموت عمرو حبريش في منشوره عن إطار الحكم الذاتي.

ان جوهر مشروع الحكم الذاتي، كما يقدّمه أصحابه، لا يخرج عن إطار “توسيع صلاحيات محلية” ضمن سلطة مركزية تسيطر على المفاصل السيادية  فالدولة اليمنية، التي عجزت لعقود عن توفير أبسط متطلبات الإدارة والخدمات، تبقى  حسب وجهة نظرهم المرجع الأعلى لكل قرار سيادي واستراتيجي  فما معنى أن تدير حضرموت مستشفياتها ومدارسها، بينما تظل قرارات الثروة والتمثيل الخارجي والدفاع رهناً بسلطة في صنعاء؟

في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات الشعوب للمطالبة بحقها في تقرير مصيرها الكامل، يظهر مشروع الحكم الذاتي الذي تبناه عمرو حبريش  ويقفز على تطلعات الشارع الحضرمي الذي يبحث عن سيادة حقيقية على أرضه وموارده.

الحكم الذاتي كما يُصاغ اليوم، ليس سوى صفقة سياسية لتجميل التبعية التاريخية، وإعادة تدوير المركزية  لصنعاء نكاية بتحركات أطراف أخرى تسعى لإعادة الحكم كما كان لعدن والجنوب.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic