حضرموت تخاطب العالم..
لقاء الكثيري بسفير اليابان يعكس الحضور السياسي للمجلس ضمن التكتل الوطني

كتب- المحرر السياسي
في إطار التحركات الدبلوماسية النشطة، التقى الأمين العام لمجلس حضرموت الوطني، الأستاذ عصام حبريش الكثيري، بسعادة سفير اليابان لدى اليمن السيد “يونينتشي ناكاشيما”، في العاصمة السعودية الرياض، وذلك على هامش لقاء السفير مع رئيس وأعضاء التكتل الوطني اليمني.
هذا اللقاء الذي جمع بين وفد التكتل الوطني والسفير الياباني، وأُفرد فيه حيزٌ خاص لمجلس حضرموت الوطني، يبرز المكانة المتقدمة التي يحتلها المجلس ضمن الخارطة السياسية اليمنية، ويعكس تزايد الاعتراف الإقليمي والدولي به كطرف فاعل يحمل رؤية واضحة واستقلالية في القرار.
مشاركة مجلس حضرموت الوطني في لقاءات التكتل الوطني، واستثماره لها في فتح قنوات اتصال مباشر مع البعثات الدبلوماسية، يدل على نضج سياسي وحنكة دبلوماسية. إذ لم يكتف المجلس بلعب دور داخل الإطار الوطني، بل عمل على توظيف هذه المناسبات لتعزيز حضوره ككيان له مطالبه ورؤيته ومصالحه الخاصة ضمن المشروع الوطني الجامع.
اللقاء يعكس كذلك قدرة المجلس على الموازنة بين انخراطه في المشروع الوطني الأوسع عبر التكتل، وسعيه لتثبيت حضوره الخاص على الساحة الدولية. وهذا النموذج من الانخراط المتوازن يمنح المجلس شرعية داخلية ويعزز صورته أمام المجتمع الدولي كشريك مسؤول يمكن البناء عليه.
واليابان، باعتبارها جهة تنموية موثوقة وغير متورطة في الصراع، تُعد شريكاً استراتيجياً لأي جهود تنموية في المناطق المستقرة. اللقاء مع سفيرها يحمل في طياته مؤشرات على اهتمام المجتمع الدولي بمحافظة حضرموت، واستعداد الدول الصديقة لدعم مشاريع التنمية بعيدًا عن التجاذبات. ومن هنا، فقد يشكل اللقاء مدخلاً لشراكات ثنائية مستقبلية تخدم المواطن الحضرمي بشكل مباشر.
ولا يمكن إغفال أهمية التوقيت. فأن يأتي اللقاء في وقت تتزايد فيه التعقيدات السياسية على الساحة اليمنية، فإن ذلك يعكس إدراك المجلس لأهمية تثبيت موقعه التفاوضي مبكرًا. كما أن استثمار هذه اللقاءات ضمن فعاليات التكتل الوطني يعزز من حضور حضرموت كطرف فاعل في معادلة الحل الوطني، لا كطرف هامشي.
إن اللقاء الذي جمع الأستاذ عصام حبريش الكثيري بسفير اليابان ليس مجرد مناسبة دبلوماسية، بل هو خطوة محسوبة ضمن مسار طويل يسعى المجلس من خلاله إلى ترسيخ الدور السياسي والدبلوماسي لحضرموت. وإذا ما وُجّهت هذه التحركات ضمن استراتيجية مدروسة، فإنها ستُسهم في تعزيز مكانة حضرموت ليس فقط كموقع جغرافي غني بالثروات، بل كقوة سياسية مسؤولة وشريكة في صناعة مستقبل اليمن.