تقارير وتحقيقات

حضرموت في قلب التكتل الوطني: خطوة استراتيجية بقيادة سياسية ناضجة

كتب: المحرر السياسي

يشكّل انضمام مجلس حضرموت الوطني إلى التكتل الوطني للأحزاب والمكونات تطوراً سياسياً لافتاً يُحسب للمجلس، ويمثل نقلة نوعية في الحضور الحضرمي على مستوى المشهد الوطني، في لحظة دقيقة تزداد فيها الحاجة إلى الفعل السياسي المنظم والقرار الشجاع. فهذه الخطوة ليست مجرد انضمام شكلي، بل تعبير عملي عن وعي حضرمي عميق بضرورة الانتقال من موقع المراقب إلى موقع الفاعل والمؤثر في هندسة المستقبل.

لقد أظهر المجلس بهذا الانخراط حرصاً بالغاً على أن تكون حضرموت شريكاً حقيقياً في أي تسوية قادمة، لا تابعاً ولا مغيباً، كما أكد في الوقت ذاته أن استقلالية القرار الحضرمي لا تعني الانعزال، بل تعني بناء الشراكات الذكية التي تحفظ الخصوصية وتحقق المكاسب.

وفي هذا السياق، لا بد من الإشادة بالدور الحيوي والفعال الذي قامت به الأمانة العامة للمجلس، بقيادة الأستاذ عصام حبريش الكثيري، الأمين العام لمجلس حضرموت الوطني، الذي قاد هذا التحرك باحترافية سياسية ومسؤولية وطنية عالية. لقد برز أداء الأمانة العامة كرافعة تنظيمية وسياسية مكّنت المجلس من التفاعل الإيجابي مع التحولات، وساهمت في تأطير هذا الانضمام ضمن رؤية متكاملة تصب في مصلحة حضرموت.

وتكمن أهمية هذا الانخراط في أنه يمنح القضية الحضرمية موقعاً متقدماً على طاولة الحوار الوطني، ويفتح المجال لإدراجها ضمن أي ترتيبات للحل النهائي في اليمن، على نحو يعزز حضور حضرموت ويصون حقوق أبنائها في إطار وطني جامع يؤمن بالتعدد والتوازن والعدالة.

إن مجلس حضرموت الوطني، بصفته الممثل الوحيد لأبناء حضرموت داخل التكتل الوطني، بات اليوم أمام فرصة تاريخية لترجمة تطلعات الحضارم إلى مواقف ومطالب واضحة ومؤثرة، عبر منصة جامعة تُعلي من شأن الشراكة الوطنية الحقيقية وتعزز موقع حضرموت في المعادلة القادمة.

هذه الخطوة الاستراتيجية تؤكد أن حضرموت لن تنتظر من يقرر مصيرها بالنيابة عنها، بل تخطو بثقة نحو صدارة المشهد، بوعي سياسي يقوده رجال دولة يدركون أن العمل الجماعي والتنسيق الوطني هو طريق الحضارم نحو التمكين والعدالة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic