انفجارات ميناء رجائي ببندر عباس… بداية تصفية سلاسل التهريب البحرية الإيرانية

خاص – حضرموت نيوز
مساء أمس، اهتزّت مدينة بندر عباس الواقعة جنوبي إيران، عقب سلسلة انفجارات عنيفة ضربت ميناء الشهيد رجائي — أهم وأكبر ميناء بحري إيراني، والذي يستحوذ على أكثر من 80% من حركة الواردات والصادرات الإيرانية عبر البحر.
تفاصيل الحادث:
مصادر محلية وإقليمية تحدّثت عن دوي انفجارات متتالية داخل الميناء، وسط تضارب الأنباء حول طبيعتها، إذ رجّح البعض أنها ناجمة عن هجوم صاروخي مجهول المصدر استهدف مخازن ومستودعات حساسة داخل الميناء، في حين التزمت السلطات الإيرانية الصمت مع تصريح مقتضب عن “حادث عرضي قيد التحقيق”.
لماذا ميناء رجائي؟
ميناء رجائي لا يُعتبر مجرد منفذ تجاري؛ بل هو شريان استراتيجي حيوي لإيران:
- يحتل المرتبة 44 عالمياً من بين 3500 ميناء حول العالم.
- يبعد خطوات قليلة عن مضيق هرمز، المنفذ الأهم عالمياً لنقل النفط.
- محيطه يحتضن معسكرات للحرس الثوري الإيراني، ما يزيد من حساسيته الأمنية.
- يُعتقد أنه نقطة محورية في شبكة تهريب الأسلحة والمخدرات التي تديرها إيران عبر أذرعها المسلحة في المنطقة.
رابط خطير بين ثلاث موانئ:
إذا نظرنا للأحداث التي طالت موانئ ميليشيات إيران في السنوات الأخيرة، نلاحظ نمطاً واضحاً:
- انفجار ميناء بيروت (2020): أكبر كارثة غير نووية في تاريخ الموانئ، وسط تقارير عن وجود شحنات أسلحة ومواد متفجرة تابعة لمليشيا حزب الله.
- ميناء رأس عيسى (الحديدة): الميناء الحوثي الأهم الذي شهد استهدافات أمريكية متكررة لعرقلة تهريب الأسلحة واستخدامه كرئة اقتصادية للمجهود الحربي لمليشيات الحوثي.
- ميناء رجائي (2025): أحدث حلقات الاستهداف الغامض.
هل هي شبكة متصلة؟
تجمع تقارير استخباراتية إقليمية أن هذه الموانئ تشكّل سلسلة بحرية متصلة تُستخدم لتهريب:
- أسلحة إيرانية إلى ميليشيات الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان، وفصائل مسلحة في العراق.
- مخدرات وكبتاجون لتمويل العمليات الإرهابية.
- مقاتلين وخبراء عسكريين لتبادل الخبرات الإرهابية ضمن محور الشر الإيراني.
خلاصة:
كل المؤشرات تشير إلى أن هناك من يسعى لاستهداف موانئ التهريب الإيرانية واحدة تلو الأخرى، ربما في إطار استراتيجية إقليمية لكسر شبكة الإمداد السرية لطهران وأذرعها المسلحة.
هل نشهد بداية النهاية لسلسلة التهريب الإيرانية؟ أم أن طهران ستعيد التموضع بموانئ بديلة؟ ربما في دولة جديدة ولو مؤقتة حتى تحاول استعادة نفوذها في العواصم التي خرجت منها بخفي حنين وخسائر فادحة.