مقالات الرأي

دموعك غالية يا بو عصام لأجل حضرموت

بقلم: احمد الحوثري

لم تكن دموع نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، احمد سعيد بن بريك “أبو عصام”، مجرد لحظة عاطفية عابرة، بل كانت انعكاساً صادقاً لما يختلج في قلبه من حرص عميق على حضرموت، وخوف كبير على مستقبلها في ظل ما تشهده من خلافات داخلية قد تعصف بتماسكها ووحدتها.

ففي اجتماع ” لم الشمل” الذي سعى من خلاله إلى جمع الكلمة وتوحيد الصف، ظهر أبو عصام بوصفه رجل دولة ومسؤول حريص على أرضه وأهله، واضعاً نصب عينيه مصلحة حضرموت فوق أي اعتبار سياسي أو شخصي. جاءت كلماته محمّلة بنداءات صادقة، وموقفه واضحاً لا لبس فيه: حضرموت أولاً، ولا بد من الحفاظ على لحمتها الاجتماعية والسياسية، بعيداً عن محاولات التمزيق أو التوظيف السياسي الضيق.

ما يقلق أبو عصام – وهو قلق مشروع – أن الخلاف الدائر حالياً بين محافظ حضرموت مبخوت بن ماضي، ووكيلها الأول الشيخ عمرو بن حبريش، سيفتح الباب واسعاً أمام جهات وأطراف لا تريد الخير لحضرموت، وقد تسعى لاستغلال هذا التباين لضرب النسيج الحضرمي وزرع مزيد من الانقسام.

في حديثه، لم ينحُ أبو عصام منحى الانحياز لطرف دون آخر، بل دعا – بقلب محب وصوت مسؤول – إلى تغليب لغة الحوار، وفتح أبواب التفاهم بين القيادات المحلية، بعيداً عن التجاذبات والمناكفات التي لا تخدم إلا أعداء حضرموت. إن نداءه للطرفين المتنازعين، ليس إلا صرخة حريص يخاف على حضرموت من التآكل الداخلي، ويدعو الجميع إلى تغليب صوت الحكمة على صدى الخلاف.

ورغم موقعه القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي، فإن ميول أبو عصام الواضحة لحضرموت تظل شاهداً على استقلالية موقفه عندما يتعلق الأمر بمصالحها العليا. إنه يخشى على حضرموت من أن تُزج في معارك لا تخدمها، ويرى أن دور الجميع – وفي مقدمتهم أبناء حضرموت – هو الحفاظ على هذا الكيان الحضرمي، بعيداً عن أي مشاريع تقسيم أو صراعات سياسية لا تعني أهلها في شيء.

ختاماً، تبقى دموع بو عصام علامة فارقة، ونداؤه دعوة صادقة لضمير كل حر في حضرموت أن ينهض لحمايتها، ويقف صفاً واحداً ضد كل من يسعى لتفكيكها. فحضرموت تستحق أن نحزن لها، وأن نبكي لأجلها، لكنها تستحق أيضاً أن نعمل جميعاً على إنقاذها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic