فضيحة حوثية كبرى في ميناء رأس عيسى بشهادة قناة الجزيرة

خاص ـ حضرموت نيوز
تعرض ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة، خلال الساعات الماضية، لضربات جوية أمريكية كثيفة وعنيفة، أسفرت عن تدمير شبه كامل للبنية التحتية للميناء، في تطور ميداني يُعد من أكبر الضربات التي استهدفت الأصول الاقتصادية التابعة لميليشيا الحوثي. الغارات جاءت في إطار عمليات عسكرية تهدف إلى تقويض مصادر تمويل المليشيات، التي لطالما استخدمت هذا الميناء الحيوي كرافد اقتصادي رئيسي لدعم مجهودها الحربي.
ويُعد ميناء رأس عيسى من أهم الموانئ التي سيطرت عليها ميليشيا الحوثي منذ انقلابها على الشرعية في اليمن، حيث تحول خلال السنوات الماضية إلى نقطة استقبال رئيسية للوقود القادم من إيران بطرق غير شرعية، والذي يُعاد بيعه في السوق المحلية لتمويل العمليات العسكرية للمليشيا. كما استخدم الميناء كممر لتهريب الأسلحة والذخائر والخبراء الأجانب، مما جعله هدفًا مباشرًا لأي تحرك عسكري يسعى لتجفيف منابع تمويل الحوثيين.
مصادر ميدانية أكدت أن الغارات استهدفت بشكل مباشر مخازن للوقود ومنشآت لوجستية داخل الميناء، بالإضافة إلى عدد من الآليات والمدرعات العسكرية التي كانت متمركزة في محيطه، ما يكشف بوضوح أن الميناء لم يُستخدم فقط لأغراض اقتصادية، بل تم تحويله من قبل الميليشيا إلى قاعدة عسكرية مغلقة وسكنة قتالية، في انتهاك صريح لكل القوانين الدولية التي تحظر استخدام المنشآت المدنية لأغراض عسكرية.
الضربة الجوية لم تكن فقط عسكرية في طبيعتها، بل حملت دلالات اقتصادية واضحة، إذ شكّل تدمير ميناء رأس عيسى ضربة قاصمة لعصب مالي كانت تعتمد عليه ميليشيا الحوثي في تمويل عملياتها القتالية، وتوسيع نفوذها في عدة جبهات.
كما تأتي هذه الضربات في سياق الضغط الدولي المتزايد على الحوثيين، بعد ثبوت استخدامهم للموانئ والممرات المائية في تهديد الأمن البحري والإقليمي.
بهذا التصعيد، تدخل المواجهة مع ميليشيا الحوثي مرحلة جديدة، يتكثف فيها التركيز على استهداف البنية التحتية التي تُستخدم لتمويل أنشطة الجماعة المسلحة، في محاولة حازمة للحد من قدراتها العسكرية وتجفيف مواردها الاقتصادية التي تستنزف الشعب اليمني وتطيل أمد الحرب.