مناهل ثابت.. عبقرية التسويق الذاتي بالنصب والتزوير

متابعات ـ حضرموت نيوز
عاود البروفسور الهولندي اليمني د.موسى علاية Moosa Elayah Al-afri للمرة الثانية فضح تفاصيل تزوير من تدعي أنها عبقرية اليمن الآنسة مناهل_ثابت وشهائدها المتعددة في الدكتوراه، واوراقها البحثية المزورة التي هي ترفعها كملفات ولم تنشر في مجلات علمية كما هو معرف لدى كل الباحثين..
وكتب البروف Moosa Elayah Al-afri، تحت عنوان:
“أسطورة مناهل ثابت: عبقرية مفترضة بلا شهادات ولا أبحاث محكمة”
في عالم يزداد فيه تقدير الإنجاز العلمي الحقيقي، تبرز أحيانًا شخصيات تُحيط نفسها بهالة من الألقاب والادعاءات، دون وجود أدلة علمية دامغة. مناهل عبد الرحمن ثابت، التي تُروّج لها بعض المنصات الإعلامية باعتبارها “عبقرية العرب” و”أصغر عالمة في رياضيات الكم والهندسة المالية”، تُعد إحدى هذه الشخصيات التي تثير الكثير من الجدل والتساؤل.
مناهل ثابت تدعي الحصول على شهادات دكتوراه من جامعات لا تمنحها وكل اطروحاتها لم تنشر كأوراق علمية
تدّعي مناهل حصولها على دكتوراه في الهندسة المالية من جامعة ديبول (DePaul University) في شيكاغو، وهي جامعة عريقة فعلًا. لكن المثير للقلق أن هذه الجامعة لا تقدّم أصلًا برنامج دكتوراه في هذا التخصص، وفقًا للموقع الرسمي للجامعة. الأخطر من ذلك، أن الشهادة التي ظهرت في بعض الصور المتداولة على الإنترنت، والتي يُفترض أنها صادرة من ديبول، تحتوي على أخطاء إملائية فادحة، منها كتابة اسم الجامعة بشكل غير صحيح، مما يضرب مصداقيتها في الصميم.
أما ادعاء الدكتوراه الثانية في رياضيات الكم (Quantum Mathematics)، فهو أشد غرابة. هذا التخصص الدقيق نادر جدًا، ولا تُمنح فيه درجات أكاديمية إلا من مؤسسات بحثية متخصصة ومعترف بها عالميًا. لم تُقدّم مناهل أي أطروحة منشورة، ولا توجد أبحاث باسمها في قواعد البيانات العلمية مثل Google Scholar أو Scopus أو Web of Science، وهي مراجع لا يمكن لأي عالِم أو باحث تجاوزها. والأدهى من ذلك، أنها تدّعي أنها طوّرت معادلة لحساب المسافات بين النجوم “في غياب الضوء”، دون نشر أي ورقة علمية أو نموذج تجريبي يُمكن التحقق منه.
مناهل ثابت نموذج متضخم لحالة من “تصنيع الأسطورة”
على الرغم من هذه الفجوات، نالت مناهل ألقابًا مثل “عبقرية العام”، و”ملكة البورصة”، وتم تقديمها في وسائل إعلامية غير أكاديمية، غالبًا باللغة العربية، دون أن يصحب ذلك تحقيقات أو تدقيق علمي من خبراء مختصين. بينما تظل مجلات مثل Nature وScience وMIT Technology Review صامتة تمامًا عن ذكر اسمها، وهو أمر غير طبيعي لشخصية تُدّعى أنها “الأذكى عالميًا”.
في ظل هذه المعطيات، يبدو أن مناهل ثابت هي نموذج متضخم لحالة من “تصنيع الأسطورة” دون محتوى علمي حقيقي. الاعتماد على سردية معاناة الطفولة مع التوحد أو تأخر النطق لا يجب أن يكون بديلاً عن الشفافية الأكاديمية والمهنية. فالمبالغات لا تخدم لا قضية التوحد، ولا النساء في العلوم، بل تسيء لهما عندما يتم بناء قصص على أوهام بدلًا من إنجازات حقيقية قابلة للتحقق.
العالم اليوم لا يعترف بالكلام المنمق ولا بالتكريمات الإعلامية الزائفة، بل يُقيّم الباحثين بعدد أوراقهم العلمية، ومدى تأثيرها، واستقلالية مؤسساتهم الأكاديمية. وفي حالة مناهل ثابت، فإن كل ذلك مفقود تمامًا.
إذا كنا نطمح لمجتمعات علمية نزيهة، فعلينا أن نقولها بوضوح: العبقرية لا تُمنح بالتسويق الذاتي، بل تُثبتها المعادلات والتجارب والمنشورات المحكمة”.