مقالات الرأي

‏ملاحظات حول ‎#حضرموت و”مشروع اللا مشروع”

بقلم: عمرو البيض

كثر الحديث حول “عدالة المشروع الحضرمي” ولم نستطع فهم هذا المشروع بوضوح حيث يعتبر “مؤتمر حضرموت الجامع” وبعض الأحلاف القبلية قيادة لهذا التوجه.

من خلال الخطابات، يبدو أن “مشروع حضرموت” يتمحور حول رفض هيمنة الآخرين ولا يتعدى أكثر من ذلك، وهذا حق مشروع لأي مكون يسعى لصون إرادته.

الملاحظ، أن هناك مطالبة بعدم هيمنة أطراف من خارج حضرموت وفي نفس الوقت تترافق مع ممارسة “هيمنة سياسية داخلية”، عبر فرض متحدثين بأسم حضرموت وعن “مشروع اللامشروع في حضرموت”.

ويتبع ذلك القول بإن حضرموت “ليست تابعة لأي مشروع” وهذا يتناقض مع الاعتراف بتعدد المشاريع داخلها كما يدعي رافعوا هذا الشعار، ويكرسون فرض هذا النوع من الخطابات كمحاولة لفرض “الهيمنة الداخلية”.

الإشكال في حضرموت ليس في رفض الهيمنة الخارجية بل محاولة للهيمنة الداخلية باسم “المشروع الحضرمي”

يرمى المشروع الوطني الجنوبي بوصفه مشروع “دخيل” وفي الحقيقة لا أعرف أي مشروع أكثر أصالة وشعبية منه في حضرموت، واعتبر ذلك محاولة لإيجاد خصوم من خارج حضرموت الهدف منه ضرب المنافسين داخل المحافظة ومحاولة “للهيمنة الداخلية ” عليها.

إن ما سبق يعيد التأكيد على أن الإشكال ليس في رفض الهيمنة الخارجية، بل محاولة للهيمنة الداخلية باسم “المشروع الحضرمي” و بالإمكان تسميته “بمشروع اللامشروع”.

وفي نهاية المطاف، يجب أن لا يسعى أحد إلى الهيمنة على أحد، فالمشروع الوطني الجنوبي هو مشروع حضرموت بقدر ما هو مشروع المهرة وأبين ولحج وعدن وشبوة، وهو ملك لكل الجنوبيين دون استثناء.. وجد هذا المشروع ليعبّر عن تطلعات شعب الجنوب في التحرر والشراكة، مستفيدًا من دروس الماضي ومُتجنبًا إعادة إنتاج أي شكل من أشكال الإقصاء أو الهيمنة.. وإن وجدت ملاحظات على أداء المجلس الانتقالي الجنوبي فهي لا تبرر بالضرورة الطعن في المشروع الوطني، ذاته، ما لم يكن هناك مشروع آخر فيجب الإفصاح عنه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic