سمات تجانس الهوية الثقافية في تهامة وحضرموت

متابعات إخبارية- حضرموت نيوز
تتحول المساجد والمجالس الشعبية في منطقتي تهامة وحضرموت اليمنيتين إلى منابر حية لإحياء طقوس دينية متوارثة خلال رمضان، حيث تتصدر الأهازيج الشعبية والتواشيح والاحتفالات المعروفة بـ”الختايم” المشهد الروحاني، ممزوجةً بالتلاوة الجماعية والابتهالات التي تستمر حتى نهاية الشهر الفضيل.
وفي تهامة، تتجدد هذه العادات مع كل رمضان، إذ تعكس المجتمعات المحلية هويتها الدينية والثقافية عبر هذه الطقوس، التي باتت جزءًا أصيلًا من التراث الشعبي والذاكرة الجمعية.
احتفالات رمضانية في تهامة
في مدينة “حيس” بمحافظة الحديدة، تُعد الأهازيج والتواشيح من أبرز ملامح رمضان، إذ يجتمع الأهالي عقب صلاة التراويح في جامع الشيخ طالب عطا، مرددين التواشيح بصوت جماعي، قبل أن ينطلقوا في مسيرات شعبية بين الأحياء، وسط تفاعل مجتمعي يضفي طابعًا مميزًا على ليالي رمضان.
ويقول أحمد حسن حمنة، مدير مكتب الثقافة في “حيس”، في حديثه لـ”إندبندنت عربية”، إن هذه العادات ممتدة منذ قرون، مضيفًا: “كانت تُردد في جميع مساجد تهامة، لكنها انحسرت في بعضها نتيجة الظروف المختلفة، ورغم ذلك، لا تزال تجمع أفراد المجتمع كبارًا وصغارًا في أجواء روحانية مميزة.”
قصائد وابتهالات روحانية
ومن أبرز الأناشيد المتوارثة التي يتناقلها الأهالي وتُردد في المجالس:
“يا خافي اللطف أنتَ لاطفنا
بالنبي المختار اغفر وسامحنا”
ويعلق الشيخ محمد طالب عطا، فقيه المدينة، بأن هذه الأناشيد تراث ديني خالص، قائلًا: “نُرددها كنوع من الذكر والتعبد، فهي تمنح ليالي رمضان طمأنينة وخشوعًا يصعب وصفهما.”
الختايم.. احتفالات دينية متوارثة
مع دخول العشر الأواخر من رمضان، تبدأ طقوس “الختايم”، وهي احتفالات روحية تقام بين ليلة 15 وحتى ليلة 28 من الشهر، بعد إتمام التلاوة الجماعية للقرآن الكريم. وتشهد هذه الاحتفالات حضور المشايخ، والفقهاء، وكبار السن، والأطفال، وسط أجواء مشبعة بالبخور والأدعية والتواشيح.
ويشرح الشيخ محمد طالب عطا أن “الختايم تُقام في المساجد والمجالس الشعبية المعروفة بالمبارز، ولكل قرية توقيتها الخاص، فمنها ما يبدأ بعد التراويح، وأخرى تستمر لما بعد منتصف الليل.”
الختايم في حضرموت.. طقوس صوفية مميزة
أما في حضرموت، فتأخذ “الختايم” طابعًا مختلفًا، إذ تبدأ هذه الاحتفالات من الثامن من رمضان، وتستمر حتى الثامن والعشرين منه، ويشارك فيها الأهالي عبر تلاوة القرآن، وإنشاد الأهازيج، وإقامة حلقات الذكر، تعبيرًا عن فرحتهم بختم القرآن.
وتعكس هذه الطقوس الرمضانية، سواء في تهامة أو حضرموت، صمود الموروث الديني والثقافي في مواجهة التغيرات الاجتماعية، مؤكدةً على مكانتها الراسخة في الذاكرة اليمنية.
*المصدر: “إندبندنت عربية”بتصرف