سيئون: توتر بعد مقتل شاب جنوبي.. ودعوات لثورة غضب ضد القتلة وطرد عساكر المنطقة العسكرية الأولى

خاص- حضرموت نيوز
تشهد مدينة سيئون ووادي حضرموت أجواءً مشحونةً بعد مقتل الشاب رياض عبدالله باجري في واقعة وصفت بالـ “مأساوية”، مما أثار موجة غضب عارمة ودعوات لـ “ثورة غضب” ضد ما يُعتقد أنها قوات أمنية متواطئة، وسط مخاوف من انفجار الأوضاع في منطقة تعاني أصلاً من انقسامات شمالية-جنوبية عميقة.
تفاصيل الحادث:
دماء تهدد بإشعال الوادي
وفق مصادر محلية، تعرض الشاب رياض (24 عاماً) لهجوم داخل محله التجاري في سيئون على يد ثلاثة مسلحين يُنسبون إلى محافظات شمالية، هاربين من مناطق سيطرة الحوثيين. وتشير تقارير إلى أن الجناة فروا بعد الحادث، بينما نُقلت جثة الضحية إلى المستشفى وسط صدمة الأهالي، وقد تحولت الحادثة إلى قضية رأي عام حيث رفعت شعارات تطالب بالقصاص الفوري وإشعال الثورة”.
الغضب الشعبي
وفي السياق، دعا أهالي منطقة “مَريمة” إلى تجمّعٍ صباح الجمعة في منزل الفقيد، بحضور قيادات محلية لمناقشة سبل “التهدئة”، لكن الأصوات الغاضبة رفضت مسار الصلح، مُصرّةً على مبدأ “الدم بالدم” أو طرد قوات “المنطقة العسكرية الأولى” من الوادي والتي يتهمها السكان بالتواطؤ مع المسلحين.
وعلّق أحد الناشطين على تويتر: “طالما أن أهل الوادي صامتون، فسيستمر الظلم، لا بد من ثورة تُطهر المنطقة من كل دخيل”.
اتهامات
وتتهم أصوات محلية قيادات أمنية، بينها وزير الداخلية إبراهيم حيدان بتشجيع الفوضى عبر إيواء نازحين شماليين دون ضوابط، وتناقل نشطاء تسجيلات تُحمّل “الإخوان” (في إشارة إلى جماعة الإصلاح) مسؤولية الأمن المُنهار، وسط مزاعم بأن بعض القوات تتعمد حماية “البلطجية” الهاربين من الحوثيين.
اللجوء القنبلة الموقوتة
لا تقتصر الأزمة على الحادث وحده، بل تمتد إلى احتقان متراكم بسبب تصرفات بعض النازحين، الذين يتهمهم السكان بـ “الاستهتار” و”العنف” في الأسواق وحتى المدارس، وحيث كتب مغرد: “كفى استهتاراً، نطالب بعزل النازحين في معسكرات خارج المدن.. لسنا عنصريين، لكن طفح الكيل”.
خلفية الأزمة
وتُذكر الواقعة بجرح قديم في المنطقة، حيث تتجذر الانقسامات بين أهالي سيئون الجنوبيين واللاجئين من خارج المحافظة خاصة العسكر منهم، ومع توسع الحوثيين في الشمال، نزح آلاف المدنيين إلى حضرموت، حاملين معهم توترات طائفية ومجتمعية، في منطقة تعاني أصلاً من ضعف الأمن وهشاشة السلطة المحلية.
تحذيرات
يحذر محللون من أن استمرار الصمت الأمني قد يُفجر الوضع، خصوصاً مع تصاعد الخطاب الثأري، وقال الباحث اليمني علي عبدالرحمن: “الوادي برميل بارود.. مقتل شاب واحد قد يُعيد إشعال الحرب الأهلية إذا لم تُحتوى الأزمة بحكمة”.