الحضارم.. لماذا يحاربون نجاحهم؟

بقلم: محمد بن ماضي
نحن في حضرموت نجلد أنفسنا بلا هوادة، ونضع العقبات أمام تقدمنا بأيدينا، حتى أصبحنا ضحايا لمزايدات لا تخدم إلا المتربصين بنا. حين قامت السلطة المحلية بإنشاء محطة لتكرير المازوت بمحطة كهرباء الريان او لنسمها مصفاة لتوفير وقود لمحطات الكهرباء لمواجهة العجز الذي تسبب به بعض الحضارم الرافعين قميص عثمان (حقوق حضرموت)، لم يكن امامهم الا التشكيك والعرقلة التي قادها المزايدون الذين يهمهم نجاح حصارهم الظالم في خنق المحافظة، وليس من اولوياتهم الخير لحضرموت لا أرضا ولا إنسانا، اولويتهم تتلخص في اغلاق هذه المصفاة التي كسرت حدة حصارهم على مدننا وافرغته من محتواه الخانق للمجتمع.
بذل هؤلاء كل جهدهم لتعطيل المشروع، واستخدموا التضليل الإعلامي والتأثير على المزاج العام لإثارة الرأي العام ضد إنجاز يخدم المواطنين ويخفف معاناتهم، وكأنهم يرفضون أن تتحسن حياة الناس إن لم تتحقق لهم مصالحهم الضيقة.
في المقابل، نجد محافظة مأرب تستخرج يوميا أكثر من 10 آلاف برميل من النفط الخام وتقوم بتصفيته في مصفاتها المحلية، ثم تبيع مشتقاته من ديزل ومازوت وبترول داخل الأسواق المحلية بأسعار مرتفعة، دون أن يتم توريد عائداتها للبنك المركزي في عدن، بل يتم التصرف فيها محليا. إضافة إلى ذلك يتم بيع الغاز والاستفادة من عائداته في مأرب نفسها.
وعلى الرغم من كل هذا، لم نسمع عن أصوات معارضة أو حملات تشويه، ولم يظهر إعلام مأرب ليهاجم سلطته المحلية أو يشوه مشاريعها كما يحدث في حضرموت!
الحضارم.. لماذا يحاربون نجاحهم؟
إذا كان أهل مأرب موحدين في الدفاع عن حقوقهم وثرواتهم ومشاريعهم المعلن منها او غير المعلن ان وجد، فلماذا نحن في حضرموت أول من يقف في وجه أنفسنا؟ لماذا يتحول أبناء المحافظة إلى ألدّ أعدائها، فيمنعون اي جهد ويعرقلون كل مشاريعها، تارة بالتشويه وتارة بقطع الإيرادات عنها، ليس لأن هذه المشاريع سيئة، بل لأن نجاحها يخل بمعادلاتهم الذاتية.
هذا ليس نقدا بناء، ولا حرصا على المصلحة العامة، بل هو حسد وجهل وعقلية هدم لا ترى النجاح إلا إن كان لذواتهم. لو كان المشروع يخدم مجموعة محددة، حتى لو كانت فاسدة مثلهم لربما سكتوا كما سكتوا طيلة ٧ سنوات، لكن لأنه يخدم مجتمع ويخفف معاناته ويكسر وطأة الحصار الخانق عنه، أصبح تهديدا لمصالحهم الخاصة، ولذلك يحاربونه بضراوة، حتى لو كان الثمن بقاء مجتمع حضرموت في الظلام والتخلف.
الاكيد .. ان حضرموت لن تنهض طالما أن عدوها الأول هو بعض أبنائها, ولن تصبح مثل مأرب طالما نتعمد إضعاف سلطتنا في الوقت الذي تحتاج فيه لدعمنا.
تدمير الفرص، والتحريض ضد المشاريع التنموية، والتشكيك المستمر في أي خطوة للأمام، كلها أفعال تدمر حضرموت أكثر مما يفعل أي عدو خارجي. علينا أن ندرك أن نجاح سلطة المحافظة هو نجاح لنا جميعا، وفشلها لن يسلم منه أحدا منا.
فلنتعلم من مأرب وغيرها، ولنسند سلطتنا الحالية او القادمة ولنمنح أنفسنا فرصة الاستفادة من ثرواتنا كما يستفيد غيرنا دون صخب أو صراخ. كفانا حربا على أنفسنا!
واخيرا في السياسة لا يوجد ثابت.
مسئول ؟ قد يتغير ويأتي غيره
سلطة ؟ قد تتغير وتاتي غيرها
حكومة ؟ قد تتغير ويأتي غيرها؟
رئاسة ونوابها ؟ قد يتغيرون وياتي غيرهم ..
كل هذا مفهوم ..
الغير مفهوم ان تعملون ضد سلطة انتم جزء منها .. الغير مفهوم ان تحاربون مشاريعنا ومنشئاتنا لتنجح حربكم على مجتمعنا المخنوق بحصاركم الظالم، وارجوكم اعفوني من اسطوانة “حقوق حضرموت” فانتم منها براء براءة الذئب من دم ابن يعقوب.. نعلم جيدا اين حقوقنا كحضارم ونعلم انكم اسوأ واقبح من نهشها طيلة سبع سنوات عياف.