الحلف والجامع: بين وهم السيطرة وإرادة التغيير

بقلم: د. أحمد العوش

هل تتحوّل مطالب حلف قبائل حضرموت إلى سرابٍ بعيد؟ يُطرح هذا السؤال في ضوء مقتطفات من كتاب “العزيمة” لروبرت سابولسكي، الذي يُشدّد على أهمية الانتقال من حكم الذات والآخرين إلى فهم العوامل المُعقّدة التي تُشكّل السلوك البشري. فالتشبّث بوهم السيطرة الكاملة، بحسب سابولسكي، يُعيق التأثير الإيجابي، مُفضّلاً التركيز على ما يُمكن تغييره ضمن نطاق المُمكن.

هذا التحليل يُبرز التحدّي الذي يُواجه قيادة الحلف: الخروج من مُنعطف “إرادة الوهم” إلى مُنعطف “الإرادة الحرّة” فالتعقيب المُستمرّ على بيانات الرئاسة، بدلاً من المُبادرة بتقديم حلولٍ ملموسة، لا يُساهم في إحراز التقدّم. فالوقت لا يزال متاحاً للتحوّل نحو الشراكة البناءة مع السلطة واللهجة التعاونية.

الوصول إلى “نصف الطريق” نحو تنميةٍ مُستدامةٍ يبدأ بالتعاون والاتحاد مع السلطة المحلية لتنفيذ مُحتوى البيان الرئاسي، وانتزاع جزءٍ من حقوق حضرموت، فإرادة التغيير الحقيقية لا تَكمن في المُواجهة والتعصّب، بل في البحث عن الحلول العملية التي تُلبّي مطالب الشعب وتحافظ على حضرموت، فحضرموت، بإرادتها الحرّة، تتّسع للجميع.