مقالات الرأي

تعليقا على ضجيج المحتفلين!!

بقلم: حسام ردمان

من الطبيعي أن يبتهج الجميع باعلان وقف الحرب في غزة ، لكن ان يذهب البعض للاحتفال به كنصر فهذا هو العجب العجاب.

اتفاق وقف إطلاق النار ليس تسوية كبرى لقضية العرب المركزية ، انما هو ترتيب قسري فرضته حقائق القوة الاسرائيلية، وضغوط الدبلوماسية الدولية والعربية؛ لذا فإن وصفه بالنصر انما يعكس حاله من الانكار النابع عن الصدمة، أو أنه يشكل نوعا من الاستعباط السياسي المستخف بعقول الناس وبتضحيات الفلسطينين.

ومع ذلك يمكن القول بواقعية، أن هذا الاتفاق العسير ينطوي على مكسب معقول للشعب الفلسطيني الصامد في أرضه رغم سلوك الابادة الهمجي..

كما أن الصفقة تمثل نجاح للدبلوماسية العربية، وتحديدا المصرية ، التي ثابرت لأكثر من عام كي تفكك التعنت الإسرائيلي وترشّد الرعونة الحمساوية، وقد تمكنت القاهرة ومعها المجموعة العربية في الأخير من إحباط سيناريو التهجير، وهو الإنجاز الأهم.

لا ينكر أي إنسان عاقل حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال ، لذا من المنظور الأخلاقي والنضالي فإنه لا يحق لاحد أن يدين طوفان الاقصى.

لكن عندما نجري جردة حساب استراتيجية فانه سوف يتوجب علينا الاعتراف بأن الطوفان لم يسجل أي مكسب – ناهيك عن تسجيله لأي نصر – في صالح القضية الفلسطينية.

المكسب الوحيد اليوم هو أننا نجحنا في تخفيف الخسائر بما يحول دون تصفية القضية الفلسطينية، لكننا لم نسجل أي نصر يساعد في حلها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic