مقالات الرأي

أليس السبت عنا ببعيد؟

بقلم: ياسر محمد

السبت القادم يحمل في طياته العديد من التحولات السياسية والعسكرية التي قد تؤثر بشكل عميق على مجريات الأحداث في المنطقة. في هذا اليوم، سيشهد العالم عدة لقاءات واتفاقات قد تكون بمثابة نقطة تحول في مسار بعض القضايا الإقليمية. فكما هو معروف، السبت ليس بعيدا، لكن ما يحمله هذا اليوم من تطورات قد يكون له وقع أكبر مما يتصور البعض.

في مسقط، عاصمة سلطنة عمان، سيلتقي الإيرانيون والأمريكيون في محادثات هامة. من بين القضايا التي ستكون على طاولة النقاش، أمن البحر الأحمر وباب المندب، وهما من أبرز النقاط الحساسة التي تشكل تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي. هناك من يرى أن هذه المناقشات قد تكون بداية لتخفيف حدة التوترات بين القوتين العظميين، بينما قد يرى البعض الآخر أنها مجرد مناورات سياسية لا تغير من الواقع العسكري. ولكن الأكيد أن ما سيحصل في مسقط له تأثيرات مباشرة على الاستقرار في المنطقة، بما في ذلك على استراتيجيات القوى المحلية والإقليمية.

في الوقت ذاته، في حضرموت، يستعد المقدم بن حبريش، وهو أحد أبرز الشخصيات العسكرية والسياسية في المحافظة، لدعوة أنصاره إلى حشد جماهيري في هضبة حضرموت يوم السبت. هذه الدعوة ليست مجرد تجمع عابر، بل تعكس تصعيدًا سياسيًا ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وكذلك لمجلس القيادة الرئاسي ومواجهة مع السلطة المحلية والعسكرية بالمحافظة، الذي يجد نفسه في موقف حرج بين الأطراف المتنازعة. بن حبريش، المعروف بمواقفه المعارضة للمجلس الانتقالي والقيادي، يسعى عبر هذا الحشد إلى إرسال رسالة قوية بأن حضرموت لا يمكنها أن تكون تحت الهيمنة الكاملة لأي طرف، وأن المحافظة يجب أن تظل مستقلة في قراراتها.

وفي خلفية هذا التصعيد المحلي، يظهر المجلس الانتقالي بتهديداته العسكرية ضد هذا الحشد. تصريحات الأذرع العسكرية للمجلس تزيد من تعقيد المشهد، وتعكس الاستقطاب الحاد الذي يعصف بالمحافظة. في مثل هذه اللحظات، تبدو الأمور في حضرموت على شفا أزمة قد تكون لها تداعيات على مستوى الأمن الداخلي في الجنوب بشكل عام.

ومن جانب آخر، المجلس القيادة الرئاسي، الذي من المفترض أن يكون هو العامل الحاسم في أي تهدئة أو حل للأزمة، يبقى في موقف المراقب. يبدو أن قيادة المجلس، في ظل تزايد التعقيدات الداخلية، قد اختارت سياسة عدم التدخل المباشر، مما يطرح العديد من الأسئلة حول قدرة هذا المجلس على توجيه الحلول للأزمات المتفاقمة. هذا الموقف قد يكون راجعًا إلى عوامل عديدة، أبرزها الحساسية السياسية للمجلس تجاه التدخلات العسكرية المباشرة، وكذلك مراعاة المواقف الإقليمية التي قد ترى في أي تدخل في حضرموت تصعيدًا غير مرغوب فيه.

أليس السبت عنا ببعيد؟ يظل السؤال مفتوحًا مع اقتراب هذا اليوم الحاسم. في هذا اليوم، قد نكون على موعد مع قرارات سياسية قد تشكل ملامح المرحلة القادمة في المنطقة، سواء في مسقط أو في حضرموت. قد تتضح مواقف القوى الإقليمية والدولية بشكل أكبر، وقد يُكشف عن خطط جديدة لحل الأزمات التي تشهدها المحافظات الجنوبية من اليمن. ومع ذلك، لا يمكن لأحد أن يتنبأ بما يحمله هذا السبت من مفاجآت، فالأيام القادمة ربما تحمل لنا الكثير من المفاجآت والانعطافات الحاسمة في مستقبل المنطقة.

أليس السبت عنا ببعيد؟؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic