مقالات الرأي

بلاغ الهبَّة .. الهَبوبُ السَام

بقلم سالم بامؤمن

أصدر حلفُ قبائلِ حضرموتِ بلاغاً،  فيهِ محاولةٌ للتّغطيةِ، عن مَسؤوليّتِهِ في استباقِ الأحداثِ، وَتَأْجيجِ الصّراعِ  عبرَ إصداره، أمس، بياناً عسكرياً مثيراً للقلق.

ونراه اليوم يواصل مسيرة الدخول بحضرموت في نفق مظلم، بإصداره بلاغا صحفياً عن احداث مفيع، فبدلاً من إدانةِ العنفِ،  والدعوةِ للحوارِ،  يصفُ الحلفُ الحادثة بالفرديةٍ، ثم يتحدث عن المُؤامرةٍ الكبرى على حد وصفه، مُحمِّلاً الآخرينَ مَسؤوليّةَ إثارةِ  الفتن، بينما الحقيقة تكمن في أن اتباعهُ هم من منْ أشعل نيرانها.

 

حيث يَزعمُ البلاغُ أنّ الحلفَ “مظلّةٌ للجميع”، في حينَ يُبيّنُ سياقُهُ  العَكْسَ،  فالتّصعيدُ العسكريُّ،  والتّحذيرُ منْ “جهاتٍ تخريبية”، لا يُشْبِهُ أسلوبَ قيادةٍ  سَالِمَة، بل يُذكّرُنا  بمنْ يَسْعَى  لإشعالِ  حربٍ.

 

فهلْ كانَ استخدامُ الإعلامِ وَوَصْفُ  المُعارضينَ بـ “القاصرينَ والدّنيئينَ”  هو  أسلوبُ  الحوارِ  الذي يدعو إليه البلاغ؟

إن الحلف يحاول بهذا البلاغ طمس الحقيقة وتضليل الناس بغرض التنصل عن مَسؤوليّتِهِ في كل الأحداث التي شهدتها حضرموت مؤخراً بسبب ما يسمى ظاهرا بـ “الهبَّة” بينما هي في الباطن “هبوبٌ سَام”.

 

فالتخفي وراءَ ستارٍ  منْ الكلامِ  المُبهمِ،  وَوَصْفِ  الأحداثِ  بـ “خلافٍ شخصي، يتناقض الدعوة إلى رفع درجةِ الاستعدادِ  العسكري مِنْ قِبَلِ  لجنتهِ  الأمنيةِ، ويثبت بما لايدع مجالً للشك أنّ  الحلفَ هو  منْ اختلق الأزمة  بِبيانِهِ التّصعيدي.

إنّ هذا  البلاغَ  لا يُمثّلُ  إلّا إعلاناً مُبطّناً  عنْ  النيةٍ  للتّصعيد، وَتَحَوُّلاً في مَسارِ  الأحداثِ في حضرموت،  يَستوجِبُ تدخّلاً عاجلاً لِمنعِ  انزلاقِ المحافظةِ  في  دوّامةِ  العنفِ، كما يطالب الأهالي.

فهلْ  سَتُتْخَذُ الخطواتُ لِحِمايةِ حضرموتَ مِنْ هذا ” الهَبوب السام”؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic