خطاب بن حبريش .. زينة الكلام و غياب الرؤية
خاص ـ حضرموت نيوز
في الذكرى الحادية عشرة للهبة الشعبية الحضرمية، ألقى الشيخ عمرو بن حبريش، رئيس حلف قبائل حضرموت ومؤتمر حضرموت الجامع، خطابًا بمناسبة “يوم حضرموت الوطني”. ولكن بدلاً من أن يُقدّم رؤيةً واضحةً لمستقبل المحافظة، غرق الخطابُ في بحرٍ من الكلام المُزيّن والمُبالغ فيه، مُثيرًا بذلك مزيدًا من التساؤلات حول أهداف الحلف ونواياه.
فقد تغنّى بن حبريش بـ “المنجزات” و “الاستقرار الأمنيّ”، متجاهلاً واقعَ معاناةِ أهلِ حضرموت من انقطاعاتٍ متكررة للخدمات الأساسية، وكأنّ أيامَ التردّي الأمنيّ والاقتصاديّ لم تُسجّل في ذاكرة الشيخ. “العيش الكريم”، الذي وعد به، يبقى حلمًا بعيدًا في وجهِ واقعٍ مُمزّق بالانقسامات والخلافات.
وعندما تعهّد برفض “الحلول المنقوصة”، طرح ذلك سؤالاً مُحَيِّرًا: ما هي الحلولُ “الكاملة” التي يُقصدها؟ وما هي الخطة الواضحة لتحقيقها؟ فكلامُهُ عن “توحيد الصفوف” و “تعزيز الأهداف” بقي مجردَ أمانيٍّ طويلة، دونَ رؤيةٍ استراتيجيةٍ واضحةٍ أو خطةٍ عملٍ ملموسة.
أما دعوته لـ “رفع الجهوزية” فقد أثارت مزيدًا من القلق، مُذكرةً بأنّ حضرموت لا تزال تُعاني من غياب صوتٍ حقيقيٍّ يُمثّل طموحاتِ شعبِها، ويُصارع من أجل حلولٍ حقيقيةٍ تتجاوزُ الصفقات المُظلمة والتوجّهات الخاصة.
في الختام، يُشبه خطابُ بن حبريش مسرحيةً هزليةً، يُروّج فيها لـ “مجدٍ” وهميٍّ بعيد عن واقع أهلُ حضرموت الذين شبعوا كلامًا معسولاً، وهم بحاجة لرؤيةً واضحةً لمُستقبلهم، وخطةً عمليةً لتحقيقِ الأهدافِ المنشودة، بدلاً من التي تبقى حبيسةَ الخطاباتِ الرنّانة.