تقارير وتحقيقات

الشاب ماجد.. بطل الحديدة الذي دفع ثمن شجاعته بالموت غرقا

الحديدة ـ حضرموت نيوز

في مشهد بطولي سيظل محفورًا في ذاكرة من عرفوه ومن سمعوا عنه، ترجل البطل ماجد عباس، ابن محافظة الحديدة، إلى البحر، لا ليرتاد الأمواج، بل ليحاريها، في محاولة يائسة لإنقاذ أرواح كادت أن تبتلعها الأعماق.

بدأت القصة يوم أمس، عندما سمع ماجد صرخات استغاثة على ساحل الحديدة. شباب قدموا من صنعاء للنزهة، لم يدركوا خطر البحر حين جرفتهم الأمواج فجأة إلى الداخل. صرخاتهم لم تمر مرور الكرام على مسامع ماجد، الذي اندفع بشجاعة نادرة إلى المياه الهائجة دون أن يفكر لحظة في الخطر.

بروح الفداء، استطاع ماجد أن ينقذ أحد الغرقى ويعيده إلى الشاطئ بسلام. لكنه لم يتوقف، بل عاد مرة أخرى إلى البحر لإنقاذ البقية، في وقت كانت فيه الأمواج تزداد شراسة. تقول الروايات، إنه أثناء محاولته إنقاذ أحدهم، تشبث به غريقان آخران في لحظة هلع، فسحبوه معهم إلى الأعماق.

ووسط المياه الغادرة، أنهى ماجد حياته كما عاشها: إنسانًا عظيمًا، ضحى بنفسه ليمنح غيره فرصة للحياة. ارتقى ماجد شهيدًا للإنسانية، تاركًا خلفه قصة شجاعة لا تُنسى، وجرحًا في قلوب كل من عرفوه أو سمعوا عنه.

رحم الله ماجد عباس، وألهم أسرته الصبر والسلوان. نحن مدينون له بالكثير، وإن أقل ما يمكن تقديمه هو الوقوف بجانب عائلته المنكوبة، التي فقدت ابنها البار في لحظة بطولة نادرة. من يستطيع الوصول إليهم أو دعمهم، فليبادر… فمثل ماجد لا يُعوَّض، ولكن يمكن أن نكرم تضحياته بما يليق بها.

ماجد لم يمت… بل خلد اسمه في سجل الأبطال.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic