تحالفات الحوثي تفرض خيارات اجتثاثه عسكريا
متابعات- حضرموت نيوز
انعكست الأحداث الإقليمية والعالمية على اليمن بشكل كبير، ما جعله أحد أبرز الملفات المطروحة على طاولة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب.
وخلال عام 2024 انخرط الحوثيون في أزمات الإقليم وهاجموا أحد أبرز طرق التجارة الدولية على خلفية الحرب الدائرة في قطاع غزة الفلسطيني، كما تحدثت مصادر عن إرسالهم مقاتلين لدعم حزب الله في لبنان.
وعلى المستوى العالمي جند الحوثيون فقراء في اليمن كمرتزقة للقتال في أوكرانيا، فيما محليا انخرطوا في حملة قمع طالت مدنيين وموظفين بالأمم والمتحدة ووكالات دولية ومحلية إغاثية مما أثار موجة تنديدات عالمية.
وأمام الاشتباك الحوثي مع ملفات إقليمية ودولية وتهديد المليشيات مصالح دولية شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا دوليا لحماية الملاحة، وضرب مواقع للحوثيين تهدد مسار السفن التجارية بجانب فرض عقوبات.
ومع فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية واستعداده لتولي مهام منصبه في يناير/تشرين الثاني المقبل، من المتوقع أن يواصل سياسات أمريكية أكثر قسوة تجاه الحوثيين، الذين سبق أن وضعهم على قائمة الإرهاب الأمريكية.
وعلى الأرض، ساد تفاؤل كبير لدى القواعد اليمنية الشعبية بانتهاج إدارة ترامب سياسات أكثر حزما تجاه الحوثي ودعم خيارات عسكرية، بدأت تنعكس على تحركات ميدانية لقوات الشرعية في عدة محافظات.
ومع إسدال عام 2024 ستاره نسلط الضوء على أهم القضايا الشائكة في الملف اليمني، التي تجعله أحد أهم الملفات الحاسمة للرئيس الأمريكي المنتخب، الذي سبق ودعم جهود تحالف دعم الشرعية باليمن واتخذ إجراءات مشددة ضد الحوثيين.
تجنيد المرتزقة
ظلت وسائل الإعلام الدولية تنظر للحرب اليمنية باعتبارها حربا أهلية، حتى انخرط الحوثيون مؤخرا في تجنيد عشرات اليمنيين للعمل كمرتزقة للقتال في أوكرانيا، بهدف تقديم الجماعة نفسها لروسيا كوكيل إقليمي والحصول على صواريخ لتهديد الملاحة ومصادر الطاقة.
وكانت مصادر قد أفادت بأن المليشيات الحوثية جندت العشرات من الشباب اليمني من العاطلين عن العمل ونقلتهم إلى لبنان والعراق وإيران، وآخرين إلى روسيا للقتال كمرتزقة في أوكرانيا.
وفقا لذات المصادر فإن المليشيات قدمت إغراءات للشباب بمنحهم الجنسية الروسية ومبالغ مالية مقدما، إذ وصلت حتى أكتوبر/تشرين الأول الماضي نحو دفعتين.
هجمات بحرية مستمرة
وخلال عام 2024 تبنت مليشيات الحوثي عشرات الهجمات البحرية التي استخدم فيها أكثر من 600 صاروخ باليستي وطائرة مسيرة، وطالت نحو 129 سفينة منذ أكتوبر/تشرين على الأول 2023 وحتى منتصف عام 2024.
وعلى وقع الهجمات الحوثية تشكلت تحالفات دولية في المنطقة مثل التحالف الأوروبي وتحالف حارس الازدهار، لكنها لم تنجح بعد في ردع هذه الاعتداءات، مما يؤثر في طريق يستحوذ على نحو 12% من التجارة العالمية.
كما شنت مليشيات الحوثي هجمات عديدة على إسرائيل دعما لحركة حماس في غزة، قبل أن ترد تل أبيب بشن ضربات على ميناء الحديدة ومحيطه خلفت قتلى وعشرات الجرحى.
اختطاف موظفي الأمم المتحدة
شهد عام 2024 أكبر حملة اختطافات في تاريخ اليمن ضد موظفي الأمم المتحدة وموظفي الوكالات والمنظمات الدولية والمحلية من قبل مليشيات الحوثي التي زجت بهم للسجون بتهمة “التجسس”.
ووفقا لمصادر فإن اختطافات مليشيات الحوثي -التي طالت أكثر من 70 موظفا منهم 18 موظفا في وكالات الأمم المتحدة- مثلت أوسع حملة قمع للعمل الإنساني في البلاد.
كما استخدمت مليشيات الحوثي القضاء كسيف مسلط على رقاب المختطفين بعد أن بثت لهم اعترافات قسرية، في خطوة استهدفت تبرير قمعها ورفض أي تحركات أممية للإفراج عنهم، وفقا للمصادر.
كذلك اختطفت مليشيات الحوثي مئات اليمنيين على خلفية إحياء عيد الثورة اليمنية 26 سبتمبر/أيلول، خشية انتفاضة داخلية ضد انقلابها الذي دخل عقده الثاني وتسبب بمقتل أكثر من 300 ألف يمني، وفقا لتقارير دولية ومحلية.
دعم الإرهاب
على مدى 2024، قدمت مليشيات الحوثي دعما لتنظيم القاعدة باليمن وحركة الشباب بالصومال، وشمل ذلك تسليح هذه التنظيمات الإرهابية بهدف العمل معها من أجل تهديد الملاحة البحرية وسفن الشحن.
وتشير تقارير إلى أن المليشيات الحوثية هي من زودت تنظيم القاعدة في جزيرة العرب بالطائرات دون طيار، التي يستخدمها في قصف مواقع القوات الجنوبية في محافظتي أبين وشبوة، فضلا عن الإفراج عن عدد من عناصر وقيادته من السجون في صنعاء.
كما قدمت المليشيات سلاحا خفيفا ومتوسطا لحركة الشباب الصومالية، بهدف العمل كجناح عسكري آخر لتهديد الملاحة في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، وفقا لذات المصدر.
ترتيبات عسكرية
قابل التصعيد الحوثي في الداخل والخارج وفي البر والبحر، حراكا عسكريا لقوات الحكومة المعترف بها دوليا، التي بدأت بترتيبات على نطاق أوسع استثمارا لتغير الموقف الدولي وترقبا لدخول ترامب البيت الأبيض.
وعلى مدار عام 2024 نظمت قوات العمالقة وحراس الجمهورية وقوات درع الوطن والجيش الوطني والقوات الجنوبية، عروضا عسكرية ومسيرة للمشاة ردا على عروض ومناورات وتصعيد ميداني لمليشيات الحوثي.
كما وقف المجلس الرئاسي على ضوء هذه التطورات، وأعلن جاهزية قواته ورفع مستوى الجاهزية لأي تصعيد ميداني تقدم عليه المليشيات، التي حاولت شن هجمات على جبهات الساحل الغربي ولحج والضالع وغيرها قبل تراجعها.
وكان مصدر عسكري قد أبلغ أن المجلس الرئاسي شيد غرفة عمليات مشتركة لكافة القوات التابعة له، وذلك ضمن ترتيبات أوسع من شأنها الاستجابة السريعة لأي معركة خاطفة لإنهاء الانقلاب الحوثي.
كما ذكرت مصادر إعلامية أن الترتيبات التي أجراها المجلس الرئاسي ضمن معركة مختلفة تسعى لتنسيق الداخل عبر الانتفاضة الشعبية مع تحريك الجبهات القتالية تضع في سلم خياراتها تحرير محافظة الحديدة باعتبارها بوابة ورئة مليشيات الحوثي.
وكانت مليشيات الحوثي دفعت بتعزيزات كبيرة للمحافظة الساحلية فيما شهدت المدينة انتقالا جماعيا لقيادات الجماعة التي لجأت لبيع عقارات ومبان كانت قد سطت عليها أو اشترتها بالأموال المنهوبة، خشية أي هجوم مباغت لقوات الشرعية بدعم دولي.
ويعيش الحوثيون حالة من التوجس والقلق في شمال اليمن، إذ يتوقعون عملية عسكرية واسعة النطاق مصحوبة بانتفاضات داخلية لإنهاء انقلابهم وتحرير صنعاء والحديدة باعتبارهما مركزا الثقل الاقتصادي والسياسي في البلاد.
*نقلا عن العين الإخبارية