مقالات الرأي

تذكار أديب وشاعر اليمن الراحل عبدالعزيز المقالح

بقلم: أ.د. قاسم المحبشي

تذكار أديب وشاعر اليمن الراحل عبدالعزيز المقالح

الذي حفظنا قصائدة منذ كنا تلاميذا ومنها:

إلى عيون (إلزا) اليمانيّة

– 1 –

أنتِ ما أبصرُ الآنَ

ما كنتُ أبصرُ بالأمسِ،

عيناكِ ضوئي

ووجهُكِ نافذتي..

ودليلي

إذا سألوني عنِ اسْمي أشيرُ إليكِ،

وإن سألوني الجوازَ نشرْتُ على جسدي

وجهَكِ العربيِّ المرقَّعَ بالجوعِ..

أنتِ أنا

يتكلَّمُ في شفتي صوتُكِ الواهنُ

الحرفِ

لا صوتَ لي،

صرتِ وجهي وصوتي،

وعينَ غدي

يا أميرةَ حُبّي وحُبِّ الزَّمانْ.

 

– 2 –

في المساءِ تجيئينَ عاريةً

لتنامي – هنا – بينَ صدري

وقلبي،

وتغتسلينَ بماءِ الحنينِ..

فماذا جرى يا نبيذي

وقاتي،

يطاردُني اللَّيلُ يَنْسَلُّ في جسدي،

وبطيئاً..

بطيئاً يمرُّ الزمانُ

وأنتِ هناكَ بعيداً..

بعيداً،

يجيءُ المساءُ فلا تحضرينَ؛

لماذا تأخَّرَ وصلُكِ؟

هل أفسدَ اللَّيلُ ما بينَنا

أمْ أعاقَكِ رملُ الصَّحارى؟

تعالي..

فهذا هوَ الأفْقُ يمتدُّ منتظراً

والشبابيكُ مفتوحةٌ

وسريرُكِ خالٍ

وريحُكِ تعبقُ،

فانْهَمِري..

إنَّ وجهَكِ ينتشرُ الآنَ في حُجْرَتي

شجراً، ووروداً

وحقلاً منَ (البُنِّ)

نافورةً منْ حنانْ.

– 3 –

أيّها القادمونَ

وفي صدرِ أثوابِكم منْ روائحِ (إلْزا)،

دعوني أعانقُ في عِطْرِها نخلةَ الشوقِ

أشربُ منْ لونِها قهوتي،

قبلَ أنْ يأتيَ المخبرونَ فينتزعوا شفتي،

وتفتِّشَ أقدامُهم عنْ مواطنِ أسرارِها

في دمي،

قبلَ أنْ يغسلَ الدَّمْعُ أثوابَكم،

وتضيعَ ملامحُ (صنعاءَ)

بينَ رمادِ العيونِ

وصمتِ المكانْ.

عبدالعزيز المقالح 1967م القاهرة

*الصورة حينما التقينا في المؤتمر العاشر لاتحاد الأدباء والكتاب العرب بمناسبة المئة السادسة لوفاة عبد الرحمن بن خلدون التونسي الحضرمي عام ٢٠٠٦م في صنعاء. شكرا جزيلا للصديق العزيز الشاعر المبدع # فتحي أبو النصر الذي أمدني بهذه الصورة التذكارية الوحيدة مع الأستاذ الدكتور عبدالعزيز المقالح رحمة الله تغشاه في مثواه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic