من وحي مسلسل معاوية!

بقلم: ياسر اليافعي
التاريخ الإسلامي مليء بالعبر والدروس، ومن أهمها أن الثورات، مهما بدأت بمطالب عادلة، قد تنحرف إلى صراع على السلطة قد يكون مدمر.
من فتنة مقتل عثمان بن عفان، التي بدأت كاحتجاجات على سياسات الحكم، لكنها سرعان ما تحولت إلى اقتتال دموي بين الصحابة، إلى ثورات أخرى عبر التاريخ الإسلامي، نجد أن البدايات غالبًا ما تكون بدعوى الإصلاح، لكن النهايات تصبح صراعًا على السلطة، يضيع فيه الحق، وتُستباح الدماء، ويدفع الأبرياء الثمن، وماشهده الوطن العربي خلال السنوات الماضية خير شاهد أيضًا.
التاريخ شاهد على أن أي ثورة بلا رؤية واضحة وآليات منظمة قد تُفتح بها أبواب الفوضى، وتتحول إلى أداة بيد الطامعين في الحكم، لينتهي الأمر بعكس ما أراده أصحابها الأوائل.
مثلًا الحوثيون في اليمن بدأوا بحجة إسقاط الجرعة السعرية، لكنهم انقلبوا على الدولة، واحتلوا العاصمة، وأدخلوا البلاد في حرب مدمرة.
الإخوان في مصر وليبيا واليمن استغلوا الثورات الشعبية للوصول إلى الحكم، وحين فشلوا، تسبّبوا في صراعات وفوضى لا تزال تداعياتها قائمة.
العبرة ليست فقط في عدالة المطالب، بل في المآلات والنتائج.
أي ثورة بلا رؤية واضحة وآليات منظمة قد تُفتح بها أبواب الفوضى