أخبار الجالياتأهم الاخبار

هدى العطاس: ينتابني خجل “الصبية الدوعنية”

متابعات – حضرموت نيوز
ردت الكاتبة والأديبة الحضرمية د. هدي العطاس على أصدقاء كتبوا عنها منشورات في مواقع التواصل الاجتماعي،
إعذروني منشور طويل إنما لا يمكن اختصار الود…
قبل أيام نشر عدة من الأصدقاء منشورات عني أو ذكرت بالخير من الناس الخيرين منهم:
الصديق الأديب واستاذنا عبد الكريم الرازحي Abdul Karim Alrazehi.
والدكتورة العزيزة د. بسمه محمد.
والعزيز الصديق عنتر الردفاني. والأستاذ العزيز عبدالرحمن القوسي. وآخرين. وعلقوا على المنشورات أصدقاء واحباب كثر.
ولأنني منقطعة عن الفيس منذ أيام أرسل بعضها صديقا لي سائلا لماذ لم تعلقي عليها.
أجبته ليس لعدم الأهتمام. أو عدم الاكتراث. حاشا لله! كيف لا أكترث بسماءوات الغيث الندي للاصدقاء. ولست ممن يتجاهل محبيه وهم عصب الثقة في الحياة والسند لمواصلة مواقفنا وقول رأينا فيما يجري من احداثها.
إنما يا أحباب هو الخجل! خجلت من أن تعليقي في صفحتهم قد يبدو استعراضيا. بمعنى تخيلت، وتخيلوا انتم معي لو سمحتم لربما أكون مخطئة : تخيلت أنه كتابة تعليق داخل منشور يمتدحني. فضلا عن أنه قد يبدو تملقا. خجلت من أن يشبه حركة المشاهير البلهاء أو الرؤساء المتغطرسون وهم يلوحون للجماهير. ولطالما كانت تلويحات الرؤساء الفاشلون تحديدا محل سخريتي.
وهنا من على صفحتي أعبر لكل من ذكرني بالخير والمحبة في منشور او في تعليق. أن لمحبتهم عندي شديد الامتنان ولهم محبات غزيرة مثلها وشكر واحترام. وأن يذكرك أحد بالخير في غيابك دون علمك وبعضهم حتى دون معرفة خاصة بك. فأن لصنيع كلامكم الطيب بهجة لا تقدر بثمن. وامتنان لا ينقض.
وحدث مرات مثلا أن علقت ضمن كلام جميل قيل عني. ولكن يظل شعور يلح علي بأن تعليقي اقل من جميل المشاعر التي وصلتني. وشعور آخر بإنه ربما احرجت صاحب المنشور أو التعليق فقد كتبه بعفوية وصدق شعوره غير منتظر مني ان أرد او لا أرد.
وفي معرض الحديث عن الخجل. هناك خجل آخر يلازمني سأفضفض لكم عن:. خجل “الصبية الدوعنية” التي داخلي أو لعله إرث جداتي نساء الريف الخفرات الذي قلما يبارحني.
اثناء حديثي أمام جمهور وامام نظراتهم الشاخصة نحوي يداهمني خجل وخفر يبلغان حد الرغبة في الاختفاء. أو لبس “طاقية الإخفاء” للحظة. الشعوران اللذان لم تستطع المنصات التي اعتليتها لقراءة قصصي او تلك التي وقفت عليها لمشاكسة ومناقشة اراء الآخرين. أو للصدع برأي حق لا اخاف فيه لومة لائم. ولا ميكرفونات الخطابة التي ظننت “وهما وخبالا” للحظات أنني ثائرة سياسية القي عبرها كلمة ذات قيمة!
كما لم تستطع إلى اللحظة اللقاءت المذاعة أو المتلفزة أن تمحو الخجل الذي يعتريني في اللحظات الاولى من بدء حديثي وتخيلي بأنني فادحة الظهور وهناك اسماع وانظار مسلطة علي.
رغم قوة عريكتي وإدراكي شكيمتي الشديدة والبأس حد التهور الذي تناسل إلى دمي من اسلاف يُوصفون لشراستهم وقوة بأسهم ب “الصيعر” قبائل الصحراء الحضرمية.
سأحكي مثالا ظريفا. ربما شرح لكم الخجل الذي أعنيه ورغبة الانزواء التي تجتاحني وسط الحضور وتجمهر الناس.
من بين الأمور الإكثر كراهة في حياتي. الجلوس في مقاعد الصف الأول أو تلك التي يطلق عليها كراسي الشخصيات الرسمية أو مقاعد الضيوف المميزين. دوما كنت ومازلت اتجنبها حتى وأن كنت ضيفة. لا جئة للصفوف الخلفية. وفي افضل الاحوال اجلس في اواسطها .
وأتذكر على سبيل المزح مرة ذات زمن بعيد قلت لصديقتي : حينما أصبح “رئيسة البلاد” أكثر ما سيزعجني اضطراري الجلوس في الصف الأول وضحكنا يومها.
ولمصادفة حديثي هذا. قبل ايام في حديث بالتليفون ذكرتني صديقتي بطموح الرئاسة ذاك. وضحكنا معا هذه المرة على الذكريات وايامها. لكنه ضحك ممزوج بعبرة تجنبت إشهار دموعها. وانا احكي لها وطئ الصمت والوحدة في بلاد الغربة والشتات. وانحسار الطموح إلا من أمنية عارمة أن أسند رأسي على ركبة أمي واغفو.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
arArabic