ارتكاب نتفليكس “مجزرة” فلسطينية
أثيرت حالة من الجدل خلال الأيام القليلة الماضية، بعد حذف منصة نتفليكس، لأكثر من 19 فيلماً فلسطينياً بشكلٍ مفاجئ، فيما تعتزم حذف نحو 13 آخرين بالتزامن مع نهاية الشهر الجاري.
وكانت نتفليكس، أعلنت في أكتوبر 2021، عرض 32 فيلماً متنوعاً من إخراج صانعي أفلام فلسطينيين أو عن قصص فلسطينية، بما في ذلك أفلام حائزة على جوائز مثل “عودة رجل” لمهدي فليفل، و”كأننا عشرون مستحيل” للمخرجة آن ماري جاسر و”العبور” للمنتجة مي عودة، حيث جاء ذلك تكريماً لإبداع وشغف صناعة السينما العربية، فضلاً عن إظهار عمق وتنوع التجربة الفلسطينية، واستكشاف حياة الناس، وأحلامهم، وعائلاتهم، وصداقاتهم، وحبهم، حسب بيان رسمي من المنصة آنذاك.
وفي 13 أكتوبر الماضي، فوجئ مشتركي المنصة، بحذف نحو 19 فيلماً ضمن مجموعة أفلام “قصص فلسطينية” دون سابق إنذار، الأمر الذي آثار غضب المتابعين وبعض المنظمات الدولية غير الربحية، مطالبين المنصة الشهيرة بضرورة إعادة الأفلام مُجدداً، والكشف عن سبب حذفها من الأساس.
وأطلقت منصة “code pink” عريضة عبر موقعها الرسمي، وقّع عليها نحو 10 آلاف شخصاً، لمطالبة نتفليكس بإعادة الأفلام الفلسطينية التي حذفتها، قائلة: “نحن الموقعون أدناه، نشعر بقلق بالغ إزاء قرار نتفليكس، الذي يؤدي حرفياً إلى محو قصص الفلسطينيين ووجهات نظرهم من الثقافة الشعبية، علاوة على زيادة تهميش الأصوات الفلسطينية في وقت يتعرض فيه أكثر من مليوني فلسطيني في غزة للإبادة الجماعية على يد إسرائيل”.
ورأت أن “في ظل ما يتعرض له قطاع غزة، كان على المنصة الترويج للقصص الفلسطينية، وليس حذفها”.
ومن جانبها، طالبت مؤسسة Freedom Forward، منصة نتفليكس، بضرورة الكشف عن الأسباب التي دفعتها لاتخاذ ذلك القرار، والذي تسبب في غضب آلاف الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن “محو نتفليكس للأصوات الفلسطينية يأتي بعد عدة عقود من قمع وجهات النظر والروايات الفلسطينية من قبل شركات الإعلام الإخبارية والترفيهية الغربية”.
وتابعت أن “القمع الممنهج للأصوات الفلسطينية والرقابة على المحتوى يمنع المجتمعات الأميركية والغربية من إدراك وفهم حقيقة دعم الحكومات الغربية لسياسات إسرائيل الوحشية المتمثلة في الاحتلال والفصل العنصري والتطهير العرقي، والآن الإبادة الجماعية للفلسطينيين”.
وبدورها، نفت نتفليكس، في بيان نقله موقع “ديدلاين” الأميركي، المزاعم التي انتشرت عبر منصات التواصل الاجتماعي، في ضوء حذف تلك الأفلام، مؤكدة أن القرار جاء بعد انتهاء فترة ترخيص الأفلام التي بلغت 3 سنوات فقط.
وأوضحت أنها أطلقت مجموعة “القصص الفلسطينية” التي تضمنت 32 فيلماً مرخصاً في أكتوبر لعام 2021، ولمدة 3 سنوات، إذ أن صلاحية هذه التراخيص قد انتهت بحلول الشهر الجاري.